انتشر خبر مضلل على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مفاده أن هذه الصورة تبين حالة الغطاء النباتي في طرابلس بين عامي 1976 و2023.



الادعاء

قمنا برصد ادعاء لأول مرة من هذه الصفحة على موقع فيسبوك والذي نٌشر في 24 أغسطس 2023 على تمام الساعة 10:34 مساءً بتوقيت ليبيا وكان مفاد الإدعاء أن الصورة المرفقة هي مقارنة لحالة الغطاء النباتي بين سنتي 2023 و 1976 في طرابلس مرفقة بالنص التالي:

"انشروها في كل مكان ازرع شجرة يا مؤمن البلاد شهبا""



حصد الادعاء نحو 2.1 ألف تفاعل و106 تعليق حتى تاريخ كتابة هذا المقال 27 أغسطس 2023


رصدنا وجود نفس الإدعاء في العديد من الصفحات الأخرى مثل:

هنا وهنا وهنا  

*كما وجدنا نفس صورة الادعاء متداولة منذ سنة 2019 هنا



قمنا في أنير بتقصي حقيقة هذا الادعاء وأسفرت النتائج عن الآتى:



التحقيق

اتضح لأنير أن هذا الادعاء مضلل، حيث قمنا باستخدام ميزة العودة بالزمن في Google Earth إلى اخر سنة متوفرة (1987) ولم نجد أي صورة تقترب حتى قليلا من هذا الاخضرار.


قمنا بعد ذلك بالرجوع بالزمن باستخدام Google Earth Pro نسخة سطح المكتب ووجدنا نفس صورة الادعاء باللون الاخضر سنة 1976.

لنفهم طبيعة الألوان في هذه الصورة، تطلب منا الأمر بحثا متقدما، حيث قادنا البحث العكسي عن الصورة في محرك بحث TinEye إلى  ذات الصورة في مقال على موقع Earth Observatory  نشر بتاريخ 8 نوفمبر 2008،  والذي يوضح أن الصورة التقطت بواسطة الماسح الضوئي متعدد الأطياف على القمر الصناعي Landsat 2 وأن الألوان في هذه الصور هي مجرد ألوان زائفة False Colors وذلك لتوضيح التغيرات في الغطاء النباتي. "يشير اللون الأحمر إلى الغطاء النباتي، وكلما كان اللون الأحمر أكثر سطوعًا، كلما كان الغطاء النباتي أكثر كثافة، يشير اللون الأزرق الرمادي إلى المباني و/أو الأسطح المرصوفة ويشير اللون البيج إلى الأرض العارية و/أو الحقول المراحة (أي الغير مزروعة). بينما يبدو البحر الأبيض المتوسط أسودًا تقريبًا". 

تُظهر المقارنة بين الصورتين أن صورة الادعاء هي ذات الصورة التي نشرها موقع Earth Observatory ولكن بدمج اللون الأخضر مع باقي الألوان الزائفة.

السبب في تلوين هذه الصور بهذا الشكل هو أن بعض صور الأقمار الصناعية قديما كان يتم التقاطها بالأبيض والأسود وبتباين مختلف، ومن ثم تمكننا أجهزة الحواسيب المتطورة من تلوينها بألوان زائفة حسب درجة تباين اللون الأبيض والأسود في الصورة، ويمكن أن تحولها إلى اللون الأزرق أو الأخضر أو الأحمر وعند جمعها مع بعضها البعض عندها يطلق على اللون الإفتراضي الذي أنتجه الحاسوب باللون الزائف أو False Color. يمكن العثور على تفاصيل هنا.

بالاضافة للصورة من سنة 1977 عثرنا على صورة من سنة 2002 بذات الألوان الزائفة تم التقاطها بواسطة Landsat 7. "تُظهر الصورة الثانية 2002 منطقة التوسع الحضاري، مع شبكة رمادية زرقاء من شوارع المدينة تمتد شرقًا وغربًا من وسط المدينة. اجتاح التحضر بعض المناطق التي كانت ذات نباتات قوية سابقًا. ومع ذلك، تظهر الصورة نفسها مشروع ري واسع النطاق، حيث يستخدم 15 حقلاً نظام الري المحوري المركزي جنوب المدينة. يمكن تمييز المراحل المختلفة لنمو الغطاء النباتي في هذه الحقول من خلال درجات اللون الأحمر والبيج المختلفة."

لتوضيح أن هذه الصور ذات ألوان زائفة يمكنكم رؤية المقارنة التالية بين صورة 2002 من بيانات (Google Earth Pro) وصورة لذات المنطقة في ذات السنة 2002 بالالوان الطبيعية من بيانات موقع Google Earth):

بناءً على ما سبق قرر فريق أنير تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم صورة توضيحية معدلة بمرشحات ألوان زائفة على أنها صورة طبيعية تمثل الغطاء النباتي في طرابلس في تلك السنة. 

النتيجة

بعد التحري والتحقق من الخبر المذكور أعلاه اتضح لفريق أنير للتحقق أن النتيجة هي:
تقييم أنیر
مضلل

مواضيع أخرى قد تهمك