عشر خرافات عليك أن تحذر منها
التواصل الشفهي مهم بلا شك في حياتنا اليومية، ونحن نستخدم أجسادنا وتعابير وجوهنا للتعبير عن الكثير من الأشياء، لكن المزاعم بأن الطريقة التي نبدو بها أو التعابير التي نظهرها يمكن أن تكون دليلا قاطعا على صدقنا أو كذبنا هي مزاعم غير دقيقة.
في هذا المقال سنستعرض بعض الخرافات الشائعة عن لغة الجسد ونرفق مع كل منها توضيحا يبين صحتها أو زيفها.
يمكنك اكتشاف الخداع فقط بواسطة مراقبة التصرفات غير اللفظية (تعابير الوجه والجسد) لشخص ما.
هذا الإدعاء هو من الادعاءات المحورية في لغة الجسد، وهو غير صحيح.
في حين أن حياتنا ستكون أسهل لو كان هذا الإدعاء حقيقيًا، لكن للأسف فالحقيقة هي أن البشر ليسوا أفضل من الحظ في اكتشاف الخداع، بمعنى، أن نسبة دقتك في اكتشاف خداع شخص آخر بناء على لغة جسده تماثل تمامًا نسبة دقة عملة معدنية عند رميها!
لا يوجد تصرف واحد يشير إلى الخداع، ومن الشائع ربط التعابير التي تدل على عدم الراحة النفسية بالخداع مع أنها فقط علامات لردود أفعال بشرية متوقعة عندما يكون الإنسان في موضع استجواب، وهي في معظمها إما علامات للتوتر أو القلق أو الخوف أو اليأس أو الشك أو القلق والعصبية ، ولكن ليس الخداع.
في رسالة دكتوراة تم نشرها مؤخرًا (2021) ، استخدمت أحدث تقنيات التقاط الحركة والواقع الافتراضي وتتبع العين لفحص المؤشرات غير اللفظية للخداع وتمثلت النتيجة في التالي: الإشارات غير اللفظية التي تم تقييمها لا يمكن أن تميز بين الأشخاص الصادقين والمخادعين."
يمكن لجهاز كشف الكذب الكشف عن الأكاذيب.
هذا الإدعاء خاطئ!
لا يمكن لجهاز كشف الكذب اكتشاف الأكاذيب مهما كان نوعه أو طريقة عمله، وذلك لسبب بسيط للغاية، المشكلة الأساسية في عمل هذه الأجهزة انعدام وجود أي دليل على أن أي نمط من ردود الفعل الفسيولوجية هو علامة دالة أو إثبات قاطع على الكذب. قد يكون الشخص الصادق متوترًا عند الإجابة بصدق ، وقد يكون الشخص الكاذب غير قلق.
أخيرًا ، أفادت الأكاديمية الأمريكية للعلوم في عام 2003 أنه لا يمكن الاعتماد على جهاز كشف الكذب لأن الأدلة على فعالية هذه الأجهزة هي أدلة ضعيفة علميًا.
وقد رفضت المحاكم بما في ذلك المحكمة العليا للولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا استخدام جهاز كشف الكذب كوسيلة إدانة وذلك بسبب عد القدرة على الاعتماد عليه كدليل.
إن استخدمت يدك اليمنى لهرش جلدك فأنت بحاجة لمساعدة، لكن إن استخدمت يدك اليسرى للهرش فأنت غير واثق مما تفكر فيه أو تقوله.
هذه المعلومة هي معلومة غير صحيحة.
تفسر كتب لغة الجسد هذا الاعتقاد الخاطئ، بعلاقة يديك بجانبي دماغك، حيث ترتبط يدك اليمنى بالنصف الأيسر العقلاني من الدماغ بينما ترتبط اليد اليسرى بالنصف الأيمن العاطفي من الدماغ. وبناء على هذا يتم تفسير استخدام أحد اليدين للهرش بتفسيرات مختلفة.
هذا التفسير غير دقيق، أن أحد الجانبين في المخ (الأيمن أو الأيسر) يكون الجانب المهيمن في أدمغتنا، وهذا الجانب المهيمن يحدد أي يد هي اليد التي تستخدمها في الكتابة والمهام الرئيسية (اليد اليمنى لو كان نصف دماغك الأيسر هو المهيمن والعكس صحيح) لكن جانبي المخ يعملان بشكل مترابط ببعضهما البعض، ولا صحة للإدعاء بأن أحدهما خاص بالمشاعر والآخر خاص بالقرارات العقلانية.
بالإضافة لهذا، لا يوجد أي دليل يدعم أن الهرش بأي من اليدين له علاقة بمشاعرك أو قراراتك!
هناك ثلاثة أنواع مختلفة من البشر، ويمكنك أن تخمن شخصياتهم وطرق التواصل الخاصة بهم بناءً على لغة جسدهم.
هذا الاعتقاد خاطئ.
قد تكون سمعت بهذه المعلومة الزائفة على الإنترنت، وقد انتشرت ولاقت شعبية عالية قد تجعلك تشك في صحتها، تقترح هذه الفرضية أن كل مجموعة من هذه المجموعات البشرية لها ملامح وجه مميزة مثل الشفاه الرقيقة أو السميكة، وتفضيلات معينة في التواصل البصري أو الحسي واختيار الملابس وغيرها. هذه الفرضية ليس لها أي أسس علمية تدعمها، كما أن البشر أكثر تعقيدا من أن يتم تصنيفهم إلى ثلاث فئات.
الازدراء هو التعبير الوحيد غير المتناسق من تعابير الوجه.
هذا الاعتقاد خاطئ.
يدعي مختصو لغة الجسد أن الإزدراء هو تعبير يظهر على جانب واحد فقط من الوجه (يمين أو يسار مثلا) ويظهر من خلال ارتفاع الشفة العليا من جانب واحد فقط من الوجه.
تكون المشكلة في هذا الإدعاء هي أنه مبني على افتراض أننا نظهر عاطفة واحدة فقط على وجوهنا، وتكون منفصلة عن أي عواطف ومشاعر أخرى، لكن هذا غير صحيح، ويمكنك الحكم على ذلك من تجربتك الشخصية هل شعرت يومًا بالسعادة والحزن معا؟ وهل تحمست مسبقا لفرصة جديدة ولكنك كنت أيضًا متوتر من التغيير؟
الإجابة هي طبعا نعم، العواطف نادرًا ما يتم الشعور بها في عزلة تامة. فهي ديناميكية ومتداخلة ومتناقضة في بعض الأحيان.
من هنا لا يمكن القول بأن الإزدراء هو التعبير الوحيد غير المتناسق، ولا يعد ارتفاع الشفة العليا دليلا عليه، بل يمكن أن تتناوب مشاعر عديدة ومتناقضة وغير متناسقة على وجوهنا وفقا للحالة النفسية التي نمر بها.
يتجنب الكذابون النظر في عينيك عند الكذب.
هذا الاعتقاد خاطئ.
وهو مضلل أيضًا! حيث أظهرت الأبحاث أن الكاذبين هم أكثر الناس إصرارًا على النظر في عيون الآخرين، كرغبة في التأكيد على كلامهم ومحاولة خداعهم. يمكن تفسير عدم الابقاء على تواصل بصري بعدة تفسيرات نفسية وثقافية أيضًا، يمكن أن يتجنب الناس النظر في عينيك عند الخجل أو التوتر، أو بسبب ثقافتهم الأم، والكذب ليس السبب الوحيد لتجنب التواصل البصري.
ثلاثة وتسعون في المائة من كل التواصل البشري يكون غير لفظي.
هذه المعلومة غير صائبة.
لو بحثث عن هذه المعلومة، ستجد أنها تذكر بنسب مختلفة تتراوح بين 70-93 بالمائة. ظهرت هذه النسبة لأول مرة نتيجة سوء تفسير دراسة أجراها العالم "ألبرت مهرابيان". لم يذكر مهرابيان أبدًا في عمله أنه يمكننا تحديد نسبة مئوية دقيقة للعنصر اللفظي مقابل العنصر غير اللفظي للتواصل البشري بشكل عام. بل بينت الدراسة حالة خاصة من التواصل تم فيها نطق كلمة واحدة.
الصحيح هو : لا يمكن تحديد نسبة دقيقة لجوانب التواصل البشري، لأن الاختلافات واسعة وتتباين من موقف لآخر.
الجلوس معقود الذراعين يعني دائما أن الشخص غير مقتنع / لا يريد الجلوس معك.
هذا الاعتقاد خاطئ.
رغم أن بعض الدراسات تبين أن الجلوس معقود الذراعين هو أحد السلوكيات التي يمكن أن تبين رغبة الشخص الآخر في وضع حاجز بينك وبينه، أو تظهر توتره وانزعاجه، إلا أنه في معظم الأوقات، فإن الجلوس معقود الذراعين هو مجرد وضعية مريحة للجلوس، وهي وضعية يمكن أن نتخذها في حالات الانتظار أو عند الخوض في محادثة، أو عندما نكون منزعجين. لهذا فإن الاعتماد فقط على مشهد الذراعان المعقودان للحكم على شعور شخص ما سيعطي صورة ناقصة، بدون الانتباه للعلامات الأخرى، مثل الطريقة التي يتحدث بها الشخص أو البيئة التي تجري فيها المحادثة.
إذا قام شخص ما بلمس أنفه عند إجابة سؤال ما، فهو يكذب.
هذا الاعتقاد خاطئ.
يقوم معظم البشر بلمس وجوههم باستمرار طيلة اليوم، وهي عادة لا تعني شيئا في معظم الأحيان، وقد تظهر بشكل أكبر عندما نكون متوترين أو نشعر بأن الشخص الآخر يهاجمنا. لا يمكن الاعتماد على لمس الأنف ولا أي جزء من الوجه لكشف الكذب!
10. إذا نظر الشخص إلى اليمين أو إلى اليسار للإجابة على سؤال ، فهو يكذب.
هذا الاعتقاد خاطئ.
لم يتم ربط حركة العين بالكذب في أي من الدراسات العلمية التي أجريت لدارسة هذه الظاهرة، لا يمكن الاعتماد على حركة العين كعامل لكشف الكذب أو الاحتيال.
حقيقة مزيفة: أسطورة لغة الجسد المكشوفة.
في المرة القادمة التي تعتقد فيها بأن بإمكانك قراءة شخص ما من خلال الطريقة التي يتصرف بها، تذكر أننا كائنات معقدة للغاية، وأن لنا طيفا واسعا من المشاعر التي تختلف طريقة التعبير عنها باختلاف خلفياتنا الثقافية، والظروف التي نمر بها. وفي كل مرة تقرأ عن معلومة جديدة عن لغة الجسد، تذكر أن تتأكد من صحتها أولا!
مواضيع أخرى قد تهمك
-
2022/12/31سيكولوجية تدقيق الحقائق، سيكولوجية تدقيق الحقائقسيكولوجية تدقيق الحقائقمع ازدياد عدد المعلومات الزائفة على الإنترنت أصبح من الصعب للمستخدم البسيط تفريق طبيعة الأخبار لمعرفة حقيقتها بنفسه، ولهذا السبب أصبح من الضروري وجود فِرق ووحدات لتدقيق الحقائق. ولكن هل يمكن أن تختلف نتائج عمليات تدقيق الحقائق وفقاً للتحيزات الشخصية للمدقق؟ ما هو التحيّز الإدراكي؟ وما هي
-
2023/08/21النفايات الإلكترونيةمتى كانت آخر مرة غيّرت فيها هاتفك الذكي وماذا كان السبب؟ يميل الكثير منا لاستبدال أجهزتهم الإلكترونية فقط للحصول على الإصدار الأحدث، أو لشراء موديل مختلف، أو حتى بسبب حدوث خلل بسيط في هذه الأجهزة. في أحيان كثيرة لا يتم استبدال الأجهزة الإلكترونية عندما ينتهي عمرها الافتراضي أو عندما ت
-
2023/02/22التغير المناخيالتغير المناخييعيش العالم اليوم واقع التغير المناخي، وليبيا ليست استثناء من ذلك. التغيرات المناخية هذه ستؤثر على شكل حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية حينما تجبرنا على تغيير مسكننا، ومأكلنا عندما تختفي ثمارنا التي نحبها ونُجبر على أكل ثمار الأشجار التي صمدت في وجه التغير المناخي، ومشربنا وقتما تجف منابعنا ما