هذا النص منقول بتصرف من قبل موقع مجلس الإشراف بخصوص قبوله طلباً من قبل ميتا للحصول على الرأي الاستشاري بخصوص المصطلح "شهيد".
أعلن مجلس الإشراف تلقيه طلبًا من قبل شركة ميتا - Meta حول كيفية التعامل مع المحتوى الذي يستخدم كلمة "شهيد"، ذلك للإشارة إلى الأفراد والمنظمات الخطرة نسبة إلى سياستها، حيث تحظر سياسات ميتا وجود مثل هذه المفردات التي تُستعمل من قبل منظمات متطرفة أو إجرامية أو تلك المصنفة من قبل الحكومة الأمريكية كمنظمات إرهابية وذلك حسب قولهم.
ما هو مجلس الإشراف؟
مجلس الإشراف (Facebook content oversight board) هو هيئة تتخذ قرارات تقييد المحتوى سابق الإعداد على المنصات التابعة لشركة ميتا، وهو مجلس قضائي على فيسبوك ويتم وصفه كأنه المحكمة العليا نظرًا لدوره في التسوية والتفاوض والوساطة.
تمت الموافقة على إنشائه عام 2018 من قبل مارك زوكربرغ، وتم إنشاء مجلس الإشراف لمساعدة فيسبوك في الإجابة عن بعض أصعب الأسئلة حول حرية التعبير على الإنترنت: ما يجب إزالته وما يجب تركه ولماذا. ويستخدم المجلس حكمه المستقل في دعم حق الأشخاص في حرية التعبير وضمان احترام هذه الحقوق كما ينبغي. ستكون قرارات المجلس الخاصة بتأييد أو إلغاء قرارات فيسبوك المتعلّقة بالمحتوى مُلزمة، وهذا يعني أنه يتعين على فيسبوك تنفيذها ما لم يكن تنفيذها قد يؤدي إلى انتهاك القانون.
يتألف المجلس عند اكتمال عدد أعضائه من 40 عضوًا من جميع أنحاء العالم يمثلون مجموعة متنوعة من التخصصات والخلفيات.
سياسات ميتا في إزالة المحتوى والمصطلح "شهيد":
لميتا العديد من السياسات التي توضح نوعية المحتوى المقبول والمرفوض في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة التي تملكها الشركة، ووفقًا لسياسات ميتا الحالية يعتبر المحتوى الذي يستخدم كلمة "شهيد" مدحًا لأفراد المنظمات الخطيرة -حسب ما تقول الشركة- وذلك وفقاً لسياساتها الخاصة "بالأفراد الخطرين والمنظمات الخطرة" وبالتالي يتم إزالته هذا المحتوى، و وفقًا لميتا فإن كلمة "شهيد" تشكل أعلى نسبة من عمليات الإزالة.
سياسة ميتا للأفراد الخطرين والمنظمات الخطرة:
تحظر سياسة "الأفراد الخطرين والمنظمات الخطرة" مستخدمي ميتا من المدح أو الإشادة بالأفراد والمنظمات الخطرة أو دعمهم أو تمثيلهم بأي شكل كان، حيث تشمل هذه السياسة الأفراد والمنظمات التي تم تصنيفها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كمنظمات إرهابية أجنبية أو إرهابيين قد تم تصنيفهم بشكل خاص أو المنظمات التي تحث على خطاب الكراهية وارتكاب العنف.
ووفقًا لهذه السياسة يجوز للمستخدمين مشاركة المحتوى الذي يشير إلى هؤلاء الأفراد أو الجماعات لتقديم تقارير وبلاغات عنهم، ويجوز أيضًا إجراء نقاشات حيادية تتناول أنشطتهم بشرط عدم تضمن المحتوى أي إشادة أو دعم لهم.
كيف ترى ميتا كلمة "شهيد":
نسبة إلى ميتا فإن كلمة "شهيد" في جميع السياقات المختلفة تعتبر مدحًا للجماعات الخطرة وهو ما تم توضيحه في الإرشادات الداخلية لمراجعة المحتوى، وبناء على هذا لا يوجد شرح مفصل يوضح استخدام كلمة "شهيد" في سياقات أخرى لا علاقة لها بالجماعات الخطيرة، ونتيجة لهذا فإن عمليات الإزالة تشمل كل أنواع المحتوى الذي يتضمن هذه الكلمة حتى وإن كانت أخبار أو تقارير محايدة.
الطريقة الحالية للتعامل مع كلمة شهيد "الوضع الحالي"
كلمة "شهيد" هي كلمة عربية الأصل تمت استعارتها واستخدامها في عدة لغات أخرى، تعتبر هذه الكلمة تشريفًا وتحمل العديد من المعاني المختلفة، عكس الترجمة الرسمية لها باللغة الإنجليزية "Martyr" حيث لا يوجد نص يوضح المعنى الأصلي كما هو الموجود باللغة العربية، هذا غير التباين في المعنى الخاص بها في اللغات الأخرى.
تستخدم ميتا حاليًا الترجمة الإنجليزية كأصل لهذه الكلمة، وبناء عليه تتم عملية إزالة المحتوى.
أين هي المشكلة؟ ولماذا استشارت ميتا مجلس الإشراف؟
في الواقع لكلمة شهيد الكثير من المعاني؛ حيث تستخدم هذه الكلمة في العديد من الثقافات واللغات والأديان في العديد من السياقات مثل: وصف لشخص قد فارق الحياة بشكل غير متوقع، أو كتشريف لمن لقي حتفه في الصراعات والحروب.
ولهذا السبب أعربت ميتا عن قلقها من كون سياساتها أفرطت في حظر العديد من مفردات اللغة العربية بشكل خاطئ، وبناء على هذا استشارت الشركة مجلس الإشراف حول الطريقة الأمثل للتعامل مع هذا الموضوع وذلك إما عبر الحفاظ على الوضع الراهن واستمرار ازالة وحظر هذا المحتوى أو اتباع نهج آخر في تقييم هذا الأمر.
محاولات لتغيير التعامل مع كلمة شهيد:
بناءً على سياسات ميتا والقلق المصاحب لها والمبني على احتمالية حظر هذه الكلمة بشكل خاطئ، بدأت في ربيع 2020 في اعادة النظر في طريقة تعاملها مع كلمة "شهيد" وإعادة تقييم النهج القائم في التعامل مع هذه الكلمة.
وعلى غرار كل عمليات تطوير السياسات في ميتا تتمثل المخاوف في هذا السياق في مدى قدرتها على تطبيق نهج دقيق للتعامل مع هذه الكلمة، خصوصًا مع حجم المحتوى الكبير الموجود على منصاتها و صعوبة تحديد نية المستخدمين.
للمساعدة في تطوير هذه السياسات تواصلت ميتا مع أكثر من 40 شخص وجهة معنية حول العالم للتوصل لفهم أعمق وأكبر حول كيفية استخدام هذا المصطلح في اللغة العربية، و تشاورت مع العديد من اللغويين وعلماء في الدراسات الإسلامية وخبراء في مكافحة الإرهاب ومنظمات حقوق رقمية و مجتمع مدني، وراجع فريق البحث الداخلي الخاص بهم مجموعة من الأبحاث حول الإستخدام اللغوي لكلمة "شهيد" بما في ذلك دلالاتها الأيديولوجية والقانونية وتأثيرها في الواقع.
تم التوصل إلى العديد من النتائج من خلال هذه الأبحاث لمعالجة سوء الفهم المتعلق بإزالة كل المحتوى المتعلق بهذه الكلمة، إلا أنه لم يتم تنفيذ أي منهما إلى حد اللحظة وذلك بسبب وجود العديد من النقاط السلبية المتمثلة في الآتي:
تنوع في تعريف كلمة "شهيد" مما يصعب تحديد معنى دقيق ومنفرد للكلمة.
عادة ما يتم استخدام كلمة "شهيد" بدون تحديد معلومات كافية عن طبيعة الإشادة، حيث لم تعد كلمة "شهيد" بنفس القدر من الحساسية وأصبحت تنفصل عن الإشادة والمدح.
تستخدم كلمة "شهيد" بطرق فضفاضة ويختلف معناها تبعًا للسياق الذي تستخدم فيه والشخص الموصوف.
وجود مخاطر فرط إزالة كلمة "شهيد" تجاه المحتوى الذي لا يصف الأشخاص أو الجهات الخطيرة.
الخيارات المقترحة في التعامل مع كلمة "شهيد":
الخيار الأول:
إبقاء الوضع الراهن: إزالة المحتوى الذي يستخدم كلمة "شهيد" بموجب السياسات الحالية.
تعتبر ميتا أن قيم حرية الرأي والسلامة والكرامة من القيم الأساسية التي تعتمدها، وتحاول دائمًا تحقيق التوافق بين هذه القيم في ممارستها، حيث أنها تهدف حسب ما ذكرت من خلال تطبيق سياسات الحظر الخاصة بكلمة "شهيد" إلى تعزيز السلامة ومنع حدوث أي ضرر على أرض الواقع وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى قيود على حرية الرأي والتعبير.
ومع ذلك أكدت ميتا على أن التعامل مع هذه السياسات سيكون بحذر وتوازن بحيث لا يتم التأثير على المساواة القائمة بين المستخدمين، حتى لا يتم حظر النصوص التي تعتبر كلمة "شهيد" كلمة عادية دون أي تشبيه لما ورد في سياساتها.
الخيار الثاني:
استخدام كلمة "شهيد" في سياقات معينة مثل: التقارير الإخبارية، شريطة عدم وجود أي إشادة أو دعم موضوعي لأي فرد أو منظمة خطرة وعدم وجود إشارة إلى العنف في المحتوى.
تعمل ميتا على الالتزام بالقيم التي تدافع عنها من حيث حرية الرأي والسلامة والكرامة، وتسعى إلى تطبيق سياساتها وقواعدها للحفاظ على هذه القيم بأفضل طريقة ممكنة، من خلال هذا الخيار سيتم تقييد استخدام كلمة "شهيد" على المنصات الخاصة بميتا من أجل حماية المستخدمين من المحتوى المتعلق بالعنف والإرهاب، ومع ذلك سيتم السماح للإعلاميين والصحفيين بإستخدام هذه الكلمة لكن وفق شروط محددة مسبقًا.
الخيار الثالث:
إزالة أي محتوى يستخدم كلمة "شهيد" كإشادة أو دعم أو إشارة لأعمال عنف.
من خلال هذا الخيار تسمح ميتا بإستخدام كلمة "شهيد" للإشارة إلى شخص مصنف وفق سياسة الأفراد الخطرين والمنظمات الخطرة، بشرط عدم وجود إشادة صريحة أو دعم أو ما ينتهك معايير المجتمع حسب ذكرهم.
مع ذلك يمكن النظر لهذا الخيار أنه يمنح الأولوية لحرية التعبير على حساب السلامة ويمكن أن يسمح إلى زيادة المحتوى الذي يحض على أعمال العنف و يضفي عليه الشرعية.
مواضيع أخرى قد تهمك
-
2021/11/09Cybercrime Law - a New Scarecrow to silence mouthsCybercrime Law - a New Scarecrow to silence mouthsIn a suspicious manner, on the evening of Monday, October 25, 2021, some social network activists appeared to us with two draft bills on cybercrimes and electronic transactions, dating back -as mentioned in the drafts- to the year 2018, and been put on the agenda of the Libyan House of Rep
-
2021/02/05التدخل الأجنبي والبروباغندا على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبياالتدخل الأجنبي والبروباغندا على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبياتقرير في نهاية عام 2020 بعنوان "تأجيج الصراع بضغطة زر: ليبيا السودان وسوريا" يتم تسليط الضوء على التدخل الأجنبي في وسائل التواصل الاجتماعي ودول أخرى
-
2022/12/22طرق تدقيق الحقائق وانعكاسات تطور الساحة الرقمية، طرق تدقيق الحقائق وانعكاسات تطور الساحة الرقميةطرق تدقيق الحقائق وانعكاسات تطور الساحة الرقميةتدقيق الحقائق هي عملية تهدف إلى الوصول لنتائج مُحكمة تؤكد أو تنفي صحة خبر معين يتم تداوله على الانترنت. توجد العديد من الأدوات الرقمية والمواقع الالكترونية والمهارات التي يتم استخدامها في مساق تدقيق الحقائق والأخبار الزائفة باعتماد الطرق الكلاسيكية البسيطة، ولكن في ظل التطورات الرقمية التي