تقرير في نهاية عام 2020 بعنوان "تأجيج الصراع بضغطة زر: ليبيا السودان وسوريا" يتم تسليط الضوء على التدخل الأجنبي في وسائل التواصل الاجتماعي ودول أخرى

في تقرير في نهاية عام 2020 بعنوان "تأجيج الصراع بضغطة زر: ليبيا السودان وسوريا" يتم تسليط الضوء على التدخل الأجنبي في وسائل التواصل الاجتماعي في كل من الدول المذكورة سابقا، التقرير يأتي مع تقريرين أخر يركز على دول أخرين عن مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والتدخل الأجنبي فيهما. التقرير تم بالتعاون بين مركز دراسات السياسات الرقمية في جامعة ستافورد و مؤسسة قرافيكا المتخصصة في دراسة المجتمعات الرقمية من تأسسها، وتطورها، وكيف يتم التلاعب فيها.

التقرير يحكي عن تدخل أطراف أجنبية تؤجج الصراع في ليبيا وكيفية عملها، وكيف ليبيا هي هدف لمعلومات مضللة خلال السنوات السابقة، قامت فيس بوك بوقف عمل جماعات تعمل على توفير معلومات مضللة لليبيين، واكتشاف إن هادي الجماعات مرتبطة بمؤسسات أجنبية سواء في السعودية، الإمارات، مصر، وروسيا، ووجود حملة مرتبطة بأفراد من جماعة الإخوان المسلمين 

فيس بوك وفرت معلومات عن 99 صفحة، 6 مجموعات، و22 حساب شخصي على الفيس بوك مع وجود 22 حساب على الانستغرام، تعمل على توفير معلومات مضللة في كل من ليبيا، سوريا، والسودان، هادي الحسابات اللي قدمت معلومات مضللة تدّعي إنها حسابات إعلامية مستقلة لا تتبع لأي طرف وقامت بوضع محتوى كلّي 150,000 مرة، من الصفحات الموجودة، 25 صفحة منهم ركزت على محتوى ترفيهي، سواء فني أو موسيقي أو أدبي، وكذلك على محتوى كوميدي، وابتعدت عن المحتوى السياسي.

الباحثين عندهم نظريتين عن أسباب وجود هكذا صفحات، النظرية الأولى إنهم يشتغلوا على مستوى مخفي أكثر لنشر المعلومات المضللة، النظرية الثانية إنهم كانوا في مرحلة بناء الجمهور، وبعد استقطاب أعداد كبيرة من المتابعين باستخدام المحتوى الترفيهي، سيتم تغيير المحتوى إلى محتوى سياسي، هادي النظرية مبنية على تقارير سابقة درست أحد الصفحات ولقت إنها بدت أولا بمحتوى ترفيهي بعدين نقلت لمحتوى سياسي.

وعند تتبع هذه الصفحات وجد أنها تتم إدارتها من أفراد في روسيا وفلسطين، هادي الصفحات كانت عندها عدد كبير من المتابعين بحيث إن واحدة منهم عندها أكثر من 80,000 متابع، أدناه مثال على أحد الصفحات ونوع المحتوى الموجود:

                             

                                                                                                                                         

بالنسبة للمجموعات، كان في 6 مجموعات على الفيس بوك، 5 منهم عندها عدد أعضاء أقل من 300 لكن واحدة كان لديها 65,500 عضو وكان اسم المجموعة “Benghazi Rises the Original" والهدف من المجموعة كان غير معروف، لكن يقول الباحثون إنه ربما تم استخدامها لغرض التنسيق. 

قائمة بالخمسة وعشرون صفحة اللي استهدفت ليبيا مع عدد أسمائها، عدد متابعيها، موقع الأدمنز، وتاريخ إنشائها

 

التقرير يقسم نوع محتوى هادي الصفحات إلى مواضيع عدة، منها رفض التدخل التركي وتأطيره على أنه احتلال، اغتيال حنان البرعصي، اعتقال السوسيولوجي الروسي ماكسيم شوغالي، فساد السياسيين المحليين، محتوى داعم للقذافي، مؤتمر الأمم المتحدة بخصوص اتفاقية السلام في ليبيا، والتركيز على تأجيج الحرب ورفض أي اتفاقيات سلام.

 

التقرير يذكر بالتفصيل أسماء الصفحات ويعطي أمثلة عن محتواها، الفكرة الأساسية اهني مش الأراء نفسها، لكن واقع إن في تدخل أجنبي يستغل في ظروف الليبيين لصنع محتوى يدعم الطرف المتوافق معاه، وجود نفس المحتوى لكن من أفراد ليبيين يعبروا عن رأيهم هو شيء صحيح وفي أحيان كثيرة يكون صحي إن يكون في مساحة للمواطن الليبي يعبر فيها عن أفكاره، لكن المشكلة تبدأ لما في أجندة مخفية تقوم بهذا الشيء لغرض التأثير على الناس، مثلا، التقرير يذكر إن أحد أكثر المواضيع اللي يصير عليها تفاعل من جمهور ليبي هو موضوع الفساد اللي يأثر على حياتنا سلبا، لكن المشكلة لما تجي جهة أجنبية تستخدم هذا  الموضوع لأنها عارفة أهميته للمواطن الليبي لطرح أفكارها وأجندتها.

يمكن الاطلاع على التقرير بالتفصيل في المصدار أدناه، واللي حتلقوا فيه تفاصيل أكبر وأعمق عن الموضوع. لابد من لفت النظر إن هادي مش أول مرة ولا حتكون آخر مرة يتم فيها التدخل في الشأن الليبي ومحاولة بناء إعلام أجنبي قادر يؤثر على الرأي العام الليبي.

والمسؤولية تقع علينا كأفراد لما نستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي إن نتحققوا ونمارسوا تفكيرنا النقدي على كل شيء نتعرضوله قبل ما نكونوا أي رأي.

مواضيع أخرى قد تهمك