كوكيز مقرمشة ولذيذة ومع أول قضمة سيتساقط ذلك الفُتات المزعج، تشبه في فكرتها بسكويت الحظ الصيني الي لما تفتحه تلقى رسالة بداخلها!
كوكيز؟ ايه! لكن مش النوع الي في بالك بالتحديد …
الكوكيز او "ملفات تعريف الارتباط" هي مجموعة من البيانات تخزنها مواقع الويب على جهاز المُستخدم، وظيفة الكوكيز انه تقعد اتبع فيك وفي نشاطاتك وأنت تتصفح وتجمع في بعض المعلومات المختلفة عنك وعن اهتماماتك.
وكأنك تخلي في فتات او بقايا البسكويت (الكوكي) وانت تتصفح في الانترنت ورائك يعني!
مصطلح الكوكيز المستخدمة في المتصفحات ( HTTP Cookies ) تم تسميته نسبة الى (الكوكيز السحرية – ملفات تعريف الارتباط السحرية Magic cookies)، وهذه تقنية مستخدمة في أنظمة Unix والي تعني استقبال حزمة من البيانات واعادة ارسالها بدون التعديل عليها، نفس فكرة بسكويت الحظ الصيني بالزبط!
اول كوكي تم اختراعها من قبل مبرمج اسمه "لو مانتولي Louis Montulli"، "لو" كان يشتغل على مشروع متجر الكتروني وكان منزعج من فكرة امتلاء سيرفرات الموقع بالبيانات الخاصة بعربات التسوق الخاصة بالزبائن، وكان يفكر في حل كيف يخلي هذه البيانات تتخزن على المتصفح الخاص بالمُستخدم بدل ما تتخزن في سيرفرات المتجر حتى يقدر يقتصد في المساحة الخاصة بالموقع وبالتالي التكاليف المالية.
ومن هنا وُلدت فكرة الكوكيز المعاصرة وتم نقلها وتطويرها للاستخدام على متصفحات الانترنت، أتاح استخدام الكوكيز العديد من الميزات وجَعل تجربة التصفح على الانترنت ألطف واسهل من ذي قبل.
فكيف يتم وضع الـCookies؟
عند طلب الدخول لموقع معين المتصفح الخاص بك يرسل الى هذا الموقع طلب متضمناً نوع المتصفح ونوع الجهاز وعنوان الـIP، ولما تدخل لموقع معين (لأول مرة) سيتم ارسال ملفات كوكيز من الوقع الى جهازك لتتخزن عليه بمعرف ID خاص، وبإمكان الموقع تغيير المعلومات الموجودة ضمن هذه الملفات او اضافة معلومات جديدة.
ومن هنا يبدأ جمع المعلومات من بداية الجلسة Session والى نهايتها داخل هذا الموقع، "كأنك تترك بقايا قرمشات البسكويت ورائك مثلاً"، وحيث ان لكل ملف"Cookie" معرف ID فريد من نوعه لا يمكن لموقع معين قراءة ملفات الـ"Cookies" والبيانات الخاصة بموقع آخر.
وفي المرة القادمة، عند طلب الدخول الى الموقع مجدداً يبحث المتصفح عن ملفات الكوكيز الخاصة بهذا الموقع، وان وجدها فيتم ارسالها مع طلب الدخول وهكذا يتم عرض الموقع + التفضيلات والمعلومات الخاصة بك المتضمنة في ملفات الكوكيز.
ومن هذه المعلومات: شن فتحت وتصفحت؟ وعلى شن بحثت؟ ومدة التوقف لمطالعة منتج او موضوع معين وتختلف المعلومات الي يتم جمعها ككوكيز من موقع لآخر على حسب سياسات الموقع في تجميع البيانات والي الموقع مُلزم انه يوضحها في صفحة (سياسات الخصوصية) (Privacy policy).
المعلومات هاذي كلها تساعد في الموقع على الاستهداف والتعرف اكثر عليك وهكي يقدرو يقترحوا عليك منتجات وعروض ومحتوى انت تكون مهتم بيه، وكون كل ملف كوكي عنده معرف ID خاص بيه هذا يساعد حتى اصحاب المواقع في جمع احصائيات ادق للزيارات القادمة من نفس المستخدم.
وتسمى النوعيات هذه من الكوكيز بـ (First party cookies) وهي الي تكون ليها علاقة بنشاطك داخل الموقع نفسه، تذكر اللغة المستخدمة والتفضيلات والتعديلات على الواجهة …
وكمثال على هذا: لما تسجل دخولك في موقع يطلب اسم مستخدم وكلمة مرور وتختار الصندوق الخاص "تذكرني" - باش ما تقعدش كل مرة تخش فيها للموقع تسجل في دخولك – حيحط الموقع ملف كوكي وكل مرة تدخل الموقع حيبحث على رقم الـID ويتفكر انه انت طلبت انت تدخل على طول وفي هذه الحالة تسمى (Authentication cookies).
كذلك اختيارك لتصفح الموقع بلغة معينة – العربية على سبيل المثال – حيتخزن اختيارك لهذه اللغة ككوكي على المتصفح الخاص بيك وكل مرة تدخل فيها للموقع حيقرا بيانات الكوكي ويتفكر انه انت تبي تشوفه باللغة العربية.
هل تعتبر الكوكيز خطراً على خصوصيتنا؟
زي ما الكوكيز فكرتها جميلة جداً وتسهل على المستخدم تجربة التصفح الا انها الممكن انها تشكل خطر على خصوصية المستخدم لو تم استغلالها بهذه النية.
هو صح انه كل المواقع ما تقدرش تقرأ المعلومات او الكوكيز الخاصة بمواقع أخرى، ولكن فيه بعض الحالات تقدر تستغل فيها المواقع الكبيرة - زي الفيسبوك او الجوجل - البيانات هاذي للتتبع مستخدميهم حتى خارج خدماتهم! يعني شن المواقع التانية الي خشيتلها وشن نوعية المقالات الي قريتها و الفيديوات الي تفرجت عليها ... يعني تجميع بيانات خارج حتى المواقع الخاصة بيهم، وفي هذه الحالة تسمى بـ(Tracking cookies) وبالتحديد ( Third party cookies).
يتم تطبيق هذه الطريقة بوضع اكواد خدمات هذه المواقع – كأزرار الاعجاب والمشاركة لفيسبوك او الخدمات الاعلانية الخاصة بجوجل – من قبل اصحاب المواقع الأخرى لتضمين هذه الخدمات داخل مواقعهم وبالتالي هذه المواقع الكبيرة تقدر تعرف انه انت كنت في الموقع هذا وتصفحت المقال هذا وهكذا.
وهاذي وحدة من اسباب انه لو بحثت عن موضوع معين في جوجل وقرأت عليه بعض المقالات لما تفتح فيسبوك حتلاقي اعلانات على نفس الموضوع.
وطبعاً تتدخل اللوائح التنظيمية لهيئات الرقابة الالكترونية في مختلف بقاع العالم لحماية خصوصية المُستخدم وتفرض على المواقع وضع تنبيه في حالة تجميع معلومات من هذا النوع عند الدخول للموقع مع وضع خيار لقبول او رفض تجميعها.
هل أستطيع التحكم في الكوكيز؟
بالنسبة ليك انت (المستخدم) فمتصفحات البحث عاطيينك خيار تعطيل الكوكيز او التحكم في شن يتم مشاركته بالظبط، لكن التعديل على بعض هذه الاعدادات مرات ما يعطيش المستخدم تجربة التصفح الكاملة للمواقع الي تعتمد على هذه البيانات بشكل كبير.
في النهاية، ملفات تعريف الإرتباط (الكوكيز) بجميع انواعها سهلت علينا تجربة التصفح ولكن في بعض الأحيان قد تعتبر خطر على الخصوصية بالذات للناس الي مهتمين بهذا الموضوع هلبا، البعض يعتبرها ميزة - انه يشوف اعلانات تهمه واشياء ليها علاقة بيه - والبعض الآخر يشوفها انتهاك خصوصية وانه مش من حق المواقع الكبيرة يتبعوا نشاطه خارج خدماتهم وكأنه فأر تجارب عندهم.
بعد ما تعرفنا على الكوكيز الأمر يرجعلك وإعدادات المتصفح تحت تصرفك، وتذكر! خصوصيتك بيدك، انت الي تحدد شن تشارك من معلومات على الانترنت!
مواضيع أخرى قد تهمك
-
2021/11/25خصوصية الناخبين عبر الرسائل البريديةتقوم المفوضية العليا للإنتخابات بإرسال رسائل بريدية تشارك فيها عناويين البريد للناخبين بشكل جماعي، وهو ما يعتبر انتهاك للخصوصية.
-
2021/11/13كيف تعمل خوارزميّة فيسبوك؟وأنتَ مكسّد تتصفّح في آخِر الأخبار على حسابك في فيسبوك، أكيد لاحظت أنَّ مرّات منشورات بعض الأصدقاء معاش تطلعلك، لدرجة تشكّك أنهم لغوا الصداقة معاك! أو أنّ مرّات بعض الصفحات اللي تتابع فيها فجأة معاش تطلعلك منشوراتهم، لدرجة تشكّك إنّهم معاش نزّلوا أخبار جديدة! بس بمجرّد تبحث على حساب صديقك،
-
2023/02/22التغير المناخيالتغير المناخييعيش العالم اليوم واقع التغير المناخي، وليبيا ليست استثناء من ذلك. التغيرات المناخية هذه ستؤثر على شكل حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية حينما تجبرنا على تغيير مسكننا، ومأكلنا عندما تختفي ثمارنا التي نحبها ونُجبر على أكل ثمار الأشجار التي صمدت في وجه التغير المناخي، ومشربنا وقتما تجف منابعنا ما