في عشية جميلة، الضي مش هارب، وفي نت كويس والحياة حلوة تفتح الفيس أو التويتر أو أي سوشال ميديا تستخدم فيها وتعلن التكسيدة بعد يوم طويل. فجأة تلقى بوست مكتوب فيه "مهم جدا...فلانة بفعل فاحش، إضغط لمعرفة المزيد”.
هذا يسمى بالرابط المضلل، اللي مبني على وضع عناوين عامة جدا لا تعكس المحتوى بالضرورة، والغرض منها جذب الناس للنقر على الرابط، وهذه تعتبر ظاهرة حديثة في الأخبار الرقمية وخاصة الأخبار على موقع التواصل الاجتماعي. الوظيفة الأساسية للعنوان إنه يصف بدقة المحتوى الموجود بطريقة مختصرة، بحيث إن القارئ أو المشاهد يعرف تماما المحتوى اللي حيتحصل عليه بس من خلال العنوان.، لكن الروابط المضللة تدير العكس بحيث إن الروابط المضللة ليها نوعين، الأول هي الروابط المخادعة اللي يكون فيها محتوى لا يعكس العنوان، أي أن العنوان يكون متحور أو مبالغ فيه مقارنة بالنص المكتوب، والنوع الثاني هي الروابط الغامضة اللي تعطي عنوان عام جدا، وتعتمد على فضول المستخدم اللي حيخليه يضغط على الرابط لإرضاء الفضول، وما تعطيش الفكرة الرئيسية وراء المقالة أو الفيديو أو المحتوى بصفة عامة.
توا تخيل روحك تكمل تكسيدة النت متاعك وتشوف رابط يقول "شارك في هذه المسابقة، وستدخل السحب على مليون دولار" ويخطرلك تخش الرابط لأن خلينا واقعيين، مني ما يبيش يربح مليون دولار ويعيش الحياة الجميلة، لكن زي ما يقول المثل الليبي "العقرب بس تعطي بالبلاش" وضغطك على هذا الرابط حيخليك تعرض نفسك لخطر سرقة معلوماتك أو حتى إنك تتهاكر.
الروابط المضللة بدت أمر شائع في العالم الرقمي اللي يتنافس للحصول على انتباه الناس وممكن القول إنها دوشة رقمية بدون أي قيمة حقيقية كمحتوى والهدف منها إنها تزيد عدد الزيارات للموقع اللي حيزيد أرباح الموقع من الإعلانات. المشاكل الرئيسية اللي تسببها انتشار الروابط المضللة هي تضييع الوقت للمستخدم، وخلق بيئة صحفية مبنية على التضليل، أو خداع المستخدم لإعطاء بياناته، الضرر الأول يركز على كيف أن دور الصحافة الرئيسي اللي هو توفير معلومات دقيقة للمستخدم، بينما الضرر الأول يقع على مهنة الصحافة عامة وقيمة الأخبار، واللي أحيانا نصدقوها بدون حتى الضغط على الرابط، الضرر الثاني يقع على المستخدم اللي ممكن ينضر بطريقة مباشرة عند النقر على الرابط المضلل، بحيث إن المستخدم يتم أخذه لصفحة تخليه يحمل فيروس على جهازه، أو تخليه يعبي معلومات شخصية وأبسط مثال على هذا الشيء هو الخبر اللي انتشر في ليبيا قبل فترة عن افتتاح أوبر، الشركة العالمية للتاكسيات في ليبيا وبحثها عن سائقين، الأمر الذي سبب إن عدد كبير من الناس تفتح الرابط وتشارك معلوماتها الشخصية في عملية احتيال كبيرة.
الحقيقة إن هادي الثقافة اللي بادية في الانتشار أكثر وأكثر على مواقع التواصل الاجتماعي وليها ضرر اجتماعي وشخصي، وأحيانا مالي، كبير على الأفراد، في عدد من الأسباب اللي يخلي الناس تنقر على هذا الرابط، ووعينا بهادي الأسباب حيخلينا أكثر وعيا خلال استخدامنا للانترنت سواءاً على المستوى الشخصي أو المستوى الاجتماعي بحيث لا نتسبب في ضرر لأنفسنا أو الناس المحيطة بينا.
مواضيع أخرى قد تهمك
-
2021/10/23الثقافة الإعلاميةهل تقرأ الشركات محادثاتنا؟ وشن هو التشفير بين الطرفيات؟زعما يقدروا يقروا محادثاتنا ؟ "محادثاتنا في تطبيقات المراسلة وكل البيانات والمعلومات الشخصية والصور والملفات وغيرهم، زعما يقدروا الشركات يشوفوهم؟ وهل يقدر حد من الخارج "كـHacker" انه يسرقهم؟"
-
2020/12/25الثقافة الإعلاميةالتأطير في الأخبارتخيل روحك تحكي قصة لشخص، أو موقف صارلك، أو حاجة شفتها، انت حتختار التفاصيل اللي تعتقد إنها مهمة للقصة وحتركز على المحاور الأساسية للقصة أو الموقف، وحتقرر إنك ما تحكيش كل التفاصيل، وهذا هو التأطير.
-
2023/01/11رقمي، اجتماعيالإنترنت والبيئةنتجاهل غالباً فكرة أن ما نقوم به على الإنترنت يؤثر على البيئة، متخيلين أن الإنترنت يأتينا أصلاً من مكان ما، لا نراه ولا نعلم شيئاً عن كيفية حصوله على الطاقة، ولا نعلم شيئاً عن ما الذي ينبعث منه.