تخيل أن تعيش في عالم من الفانتازيا حيث العائلة، الرفاق، الدائرة البعيدة وكل فنان أحببته ولم تكن محظوظا بالشكل الكافي لمعاصرته، تخيل أن تكون حيث كل هؤلاء وأكثر، لا تنقطع رؤياهم!    في الواقع، أو في العالم الافتراضي إن صح التعبير، أصبح ذلك ممكنًا، ولكن لا تندفع للإعجاب بذلك العالم السحري، قبل أن تفكر في عواقب ما تتمنى. هذا العالم يجمع أيضا ما قد لا يسرّك، بل وما يضرّك، وكل ما هو غير حقيقي، حتى وإن كان اندفاعك نابعًا من ملاحقة الحقيقة الخالصة ورغبة في محاكاتها، لكن عالم

تخيل أن تعيش في عالم من الفانتازيا حيث العائلة، الرفاق، الدائرة البعيدة وكل فنان أحببته ولم تكن محظوظا بالشكل الكافي لمعاصرته، تخيل أن تكون حيث كل هؤلاء وأكثر، لا تنقطع رؤياهم! 

 

في الواقع، أو في العالم الافتراضي إن صح التعبير، أصبح ذلك ممكنًا، ولكن لا تندفع للإعجاب بذلك العالم السحري، قبل أن تفكر في عواقب ما تتمنى. هذا العالم يجمع أيضا ما قد لا يسرّك، بل وما يضرّك، وكل ما هو غير حقيقي، حتى وإن كان اندفاعك نابعًا من ملاحقة الحقيقة الخالصة ورغبة في محاكاتها، لكن عالم الـdeepfake  لا يعرف الفرق. 

 

 بينما يظهر على المقدمة طابع الجدية والتحذير؛ يتفاعل ملايين المستخدمين يوميًا على مقاطع فيديو مضحكة ورقصات غريبة ومشاركات في تحديات يقوم بها بعض المشاهير على منصات مختلفة وعلى وجه الخصوص منصة (تيك توك)، تكون زائفة ويتم صنع ا بها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل حساب @deeptomcriuse  بـ4.5 مليون متابع وحساب @unreal_keanu  الخاص بالممثل Keanu Reeves  مع ما يقارب 9 ملايين متابع على منصة تيك توك، حيث يصدق الكثير من هؤلاء المتابعين بأنها حسابات رسمية يتم إدارتها من قبل الممثلين، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال متابعة جزء من التعليقات، رغم وجود دلالات على أنها حسابات غير رسمية، ابتداءً من اسم المستخدم. 



 

ماذا يضيف وكيف يخيف؟ 

 

كلمة Deepfake  هي مزيج بين مصطلح deep learning  الذي يعتمد عليه الذكاء الاصطناعي، والمادة الزائفة التي يتم إنتاجها في النهاية، فتطلق على مقاطع الفيديو التي توظف هذه التقنية لمحاكاة مشاهد لم تحدث بالفعل، إما لأغراض ترفيهية كما في السينما، لإحياء وتخليد بعض الذكريات، أو لأغراض تسويقية وداخل الألعاب الرقمية وغيرها، أو لأغراض إجرامية مثل تشويه السمعة ونشر الأخبار الزائفة وتضليل الرأي العام. 

 

إن أكثر من يتعرض لهذا النوع من المضايقات هم المشاهير، سواء على الصعيد الفني خلال مسيرتهم، أو السياسيين، خاصة خلال حملاتهم الانتخابية، أو في فترات النزاع الدولي والحروب، حيث لم يستثن من ذلك الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما من خلال فيديو انتشر له اتضح لاحقا أنه من انتاج الكوميدي جوردن بييل، بغرض تسليط الضوء على هذه التقنية التي يمكنها إيقاع الملايين في فخ الزيف، ويليه دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني السيد زيلينسكي الذي انتشر له مقطع فيديو وهو يوجه أوامر للجيش الأوكراني بالانسحاب والاستسلام للقوات الروسية! وما قد يجعل هذه الأمور أكثر تعقيدا، هو أنها قد تكون مصحوبة بحملات اختراق للمواقع الرسمية التابعة للجهات الحكومية أو الإخبارية، ويتم نشر هذه المقاطع الزائفة عليها، ما يجعل كشفها من قبل المتابع العادي أمرا شبه مستحيل. 

 

إلى جانب حالات النصب والحوالات المالية المبنية بالكامل على deepfake، إن أول وأكبر استخداماته مع الأسف الشديد تكون لأغراض إباحية، وتتطور برامج كاملة مخصصة لصنع مشاهد إباحية باستخدام هذه التقنية، حيث وصلت نسبة المقاطع الإباحية إلى 96% من إجمالي فيديوهات deepfake  في عام 2019 فقط. 

 

عملية صنع فيديو في الوقت الحالي ليست بأمر سهل، وعّبر عن هذه الصعوبة Chris Ume القائم على الحساب الوهمي بمنصة تيك توك الذي يحمل اسم توم كروز، حيث قال إن عملية دمج فيديو مع ملامح شخص آخر للانتهاء بمقطع قصير ليست بالأمر الذي يحدث بضغطة زر، بل يحتاج إلى الكثير من العمل. وعلى الرغم من ذلك، مازالت البرامج المخصصة لهذه التقنية تصمم ويتم تطويرها لتصبح أسهل مما سبق ويمكن لأي مبتدئ أن يتعامل معها ويصنع مادته الخاصة، وبالنظر في اعتماد هذه التقنية على إدخال كميات كبيرة من البيانات التي تساعد في الوصول إلى نتيجة أكثر دقة، نجد أن المشاهير والشخصيات العامة هم الأكثر استهدافًا، نتيجة توفر مقاطع صوتية ومرئية لهم على الانترنت مجانًأ. وفي المقابل، يحاول بعض المطورين استخدام نفس تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحري وتعقب المقاطع غير الحقيقية المنشورة على الانترنت.  

كيف يمكن كشف المقاطع الزائفة؟ 

 

إلى هذه اللحظة، لم تتطور أي برامج قادرة على تعقب وكشف المقاطع الزائفة بنسبة دقة ١٠٠٪ والمطروحة حاليا قيد التجريب، لكن هناك بعض النصائح التي قد تساعد في التمييز بين الحقيقة والزيف، بناء على مواصفات المواد المنتجة في الوقت الحالي، حيث مازالت تعتبر رديئة الجودة وتتضمن ثغرات يمكن من خلالها الكشف مثل:

1.     الترميش بشكل غير طبيعي.

2.     ردود الفعل الزائفة والباردة. 

3.     غياب التفاصيل الدقيقة خاصة في الشعر والبشرة.

4.     بالإضافة إلى حس داخلي يمكن من خلال التنبؤ بحقيقة ما تشاهد، فغالبا ما تكون المقاطع خارج السياق، ويقوم العنصر الأساسي فيها بأفعال غير أفعاله المعتادة.

5.     يمكنك البحث عن كلمات مفتاحية من الفيديو أو التقاط بعض المشاهد والبحث في محركات الصور، للتأكد من عدم وجود نسخة سابقة لنفس المقطع وتم كشفها، لأن المحتوى الزائف يكرر نشره في أوقات مختلفة. 

 

كيف نتحكم في هذا العبث؟ 

 

لم تتمكن منصات التواصل الاجتماعي حتى الوقت الحالي من إيجاد آلية لحظر هذا النوع من المحتوى بشكل أوتوماتيكي، والتحركات الحاصلة مؤخرا تصب في اتجاه حماية الشخصيات السياسية و اقتراح عقوبات بالخصوص.

أما على صعيد الأفراد، فإن أفضل ما يمكنك القيام به عند مصادفة فيديو زائف، هو أن تقوم بالتبليغ مباشرةً. 

 

قبل سنوات بدأت فبركة الصور، والتلاعب بالأصوات، بينما كان يستخدم الفيديو كبرهان يستدل به على الحقيقة التي لا تحمل الشك، أما الآن مع تطور هذه التقنيات، واحتمالية الرفع من مستوى احترافيتها، أصبحت مهمة التحري والبحث عن الحقيقة والحذر من الانجرار وراء المحتوى الزائف، جزء من التصفح اليومي، لأن كل ما تراه على الانترنت، هو قطة شرودنجر.


مواضيع أخرى قد تهمك