السلامة الرقمية هي العادات التي نحاولوا إدخالها في حياتنا الروتينية لحماية أجهزتنا ومعلوماتنا في العالم الرقمي زي العادات والتصرفات اللي نمارسوا فيها في العالم الواقعي لحماية أنفسنا

حضورنا الرقمي ووجودنا على العالم الافتراضي هو في نمو دائم باللي نحملوا فيه من محتوى إلى الشبكة (عبر التحديات اللي تطلب نعطوهم صورتنا، صناعة المحتوى، طلب السماح بمشاركة موقعنا…إلخ)، أو الإمكانيات الجديدة اللي يحملها هذا الفضاء مثل العملة الرقمية، أثبتت الأبحاث أن اللي يميز جيل زد (مواليد منتصف التسعينات إلى منتصف عقد الألفين وعشرين) هو تكيفهم الفطري مع التكنولوجيا و تفاعلهم الدائم على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

مع أخذ هذه الظاهرة بعين الاعتبار، علاش لازم ننتبهوا و نتطرقوا إلى عامل السلامة في هذه التفاعلات الرقمية؟ التفكير في عامل السلامة الرقمية ممكن يصفه البعض بالموضوع البايخ، وممكن حتى تقولوا إن أنير تدير في الرز في العظام، وممكن كذلك ينقال إن الموضوع يخص الأقلية ذات الخبرة وما ليشي علاقة بالمعرفة العامة للناس. لكن الحقيقة إن السلامة الرقمية هي العادات التي نحاولوا إدخالها في حياتنا الروتينية لحماية أجهزتنا ومعلوماتنا في العالم الرقمي زي العادات والتصرفات اللي نمارسوا فيها في العالم الواقعي لحماية أنفسنا، وزي ما الواحد يحمي ممتلكاته، حسابه البنكي و أشياؤه القيّمة، يقدر يدير نفس الشيء في العالم الافتراضي لأنه يحتوي على معلومات حساسة عن حياتنا الشخصية، من هذا المبدأ، ضروري نعرفوا إن في اختلاف في استراتيجية السلامة و الخطوات التي لازم تطبق حسب احتياجات كل فرد و الأخطار اللي ممكن يتعرضلها.

 

باهي شن هي الأخطار والألغام الموجودة في العالم الرقمي؟ 

في هلبا وتختلف في شكلها ونوعها، واللي نقدروا نشوفوه ونلاحظوه، بالأحرى نقدروا نشوفوا أضراره زي عمليا الاختراق وسرقة البيانات وبرامج الفدية، وفي اللي ما نقدروش نشوفوها ولا ونحسوها زي المراقبة أو التتبع، وفي أخطار يتعرضلها أفراد مباشرة وتستهدف هويتهم ودورهم الاجتماعي، واللي تصير لما شخص يستخدم النت بصفته الشخصية، أو في أحيان كثيرة باستخدام حساب وهمي، للتهجم على شخص آخر زي التحرش بيهم، تهديدهم، أو التشهير بيهم. حسب آخر الإحصائيات، في هجمة إلكترونية تصير كل 39 ثانية، أغلب الطرق الل تصير بيها هادي الهجمات هي محاولات تصيد إلكتروني أو برامج الفدية، وممكن نقولوا إن في حاجات مشابهة تصير في الحياة الواقعية، لكن الفرق الأكبر هو إن الانترنت مش محدود ببقعة جغرافية والمخترقين ممكن يكونوا في أي مكان، وبالتالي، حتى لو عرفناهم، ما يعنيش بالضرورة إننا حنكونوا قادرين نأخذوا حقنا.

 

زي ما ناقشنا سابقا في سياق موضوع الخصوصية: أنا مني باش حد يهاجمني؟ 

أنا مجرد إنسانة عادية لا عندي قوة ولا سلطة، علاش أي شخص يبي يأخذ معلوماتي؟ لما ما نحافظوش على سلامتنا الرقمية هو كأننا ننزلوا من السيارة ونخلوا فيها المفتاح، أو نخلوا جيبنا طالع منه كل فلوسنا وأي شخص يقدر يجي ويجبدهم، ولو ما جبدهم، يقدر يعرف معلوماتنا ووضعنا المالي، واللي ممكن يحطنا في خطر، حتى لو ما في حد يبي يجي صوبنا، لكن وجودنا الغير محمي يخلينا هدف سهل حيتم استهدافه عاجلا أم آجلا، وحتى لو نعتقدوا إن المعلومات الموجودة مش مهمة، في معلومات أخرى احني مش مركزين إنها موجودة زي موقعنا، الفكرة اهني إن الاختراق يشتغل زي الدومينو، ممكن يبدأ المخترق ويوصل إلى عنوان بروتوكول الانترنت أو ما يعرف بالIP Address ممكن تسمح للمخترق بالوصول لكاميرا الأجهزة الإلكترونية، جانب آخر للضرر اللي ممكن يصير لو ما اهتميناش بالسلامة الرقمية هو الضرر النفسي للجرائم الرقمية، وخاصة العنف الرقمي وخطره الكبير على السلامة النفسية للأفراد واللي ممكن يؤدي لأمراض مزمنة وحالة دائمة من الخوف والهلع، وهذا ناتج عن إن الأجهزة الإلكترونية جزء كبير من حياتنا اليومية وكذلك لأن الهجمات الرقمية ليها طابع مفاجئ ومباغت وصعب توقع حصوله.

 

السلامة الرقمية هي عادة تتطور مع الوقت، وزي ما تعلمنا نحموا رواحنا في حياتنا الواقعية عبر عدم مشاركة كل معلوماتنا وحذرنا مع بعض الناس خوفا من الضرر، ضروري نتعلموا نديروا نفس الشيء في العالم الرقمي خصوصا مع حضورنا الدائم فيه هادي الأيام، فشن هي أول خطوات مفروض نديروها؟ لازم نحطوا استراتيجية ونحددوا أولوياتنا في ما يسمى نمذجة التهديد، اللي هو تمرين تفكير يتطلب مننا نجاوبوا على الأسئلة التالية: 

شن هي ممتلكاتك اللي تبي تحميها في العالم الرقمي؟ (ممكن يكون حساب فيس بوك، تويتر، ايميل...إلخ)، رتبها حسب الأولوية؟

من شني تبي تحميها؟ هل في مجموعة معينة في بالك؟

شن أسوأ شيء ممكن يصير أو العواقب اللي حتصير لو فشلت في إنك تحميها؟ (هذا ممكن يصير للكل، بما فيهم الخبراء)، وهل تعرف شن مفروض تدير لو صار هكي؟

شن المجهود اللي أنت مستعد تبذله باش تمنع وقوع العواقب المحتملة؟

 

باش نختموها، المثل يقول "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، وهذا الشيء ينطبق على السلامة الرقمية، اللي لو طورنا عاداتها أثناء وجودنا في العالم الرقمي حنتعودوا عليها ومعاش حنحسوا بيها لكن في نفس الوقت تحمينا من أضرار كبيرة.


مواضيع أخرى قد تهمك