قادنا البحث بالكلمات المفتاحية إلى تصريحات رسمية صادرة عن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، والتي تتعارض بشكل مباشر مع طبيعة هذه الادعاءات حيث أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض عن مؤتمر صحفي للدكتور حيدر السائح، مدير عام المركز، حول نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية والتطورات الصحية الحالية، وفي هذا السياق، أكد الدكتور حيدر السائح أن الوضع الصحي في ليبيا مطمئن جدًا مشدداً على أن الفيروسات المنتشرة حاليًا طبيعية وتظهر سنويًا مع دخول فصل الشتاء وأوضح أن التحاليل المخبرية بيّنت انتشار فيروس الإنفلونزا الموسمية من النوع A إلى جانب تسجيل إصابات بفيروس التنفس المخلوي، وهما من الفيروسات المعتادة خلال هذه الفترة من العام وهذا التأكيد الرسمي ينفي بشكل قاطع وجود "فايروس جديد" يتطلب إجراءات إغلاق طارئة.

وبمواصلة البحث بالكلمات المفتاحية لم نتوصل إلى أي مصدر علمي أو طبي موثوق يشير إلى أنه يوجد فيروس يحمل الاسم (AMID) وتأكيداً  لذلك، فإن عملية تسمية الفيروسات تخضع لسلطة علمية دولية حصرية ولا تتم بشكل عشوائي أو باقتراح من العامة أو وسائل الإعلام. وفي سياق متصل، ووفقاً لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية (WHO) على موقعها منذ عام 2015، فإن منظمة الصحة العالمية هي المسؤولة عن تسمية الفيروسات بينما تكون اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات (ICTV) معنيَّة بتصنيف النوع وهذه الآلية تمنح التسمية صفة علمية ومعرفية، وتستبعد تماماً وجود اسم "Amid" ضمن التصنيف العلمي المعتمد. 

ولتعزيز التحقق، قام فريقنا بالتواصل مع الدكتور أحمد خرواط ، وهو طبيب مختص في تدقيق المعلومات العلمية والطبية، والذي أكد لأنير أن ما يتم تناقله حول فايروس جديد منتشر في ليبيا ليس إلا تضليل ونشر للخوف بين الناس وأشار إلى أنه لا توجد أي جهة رسمية، محلية أو عالمية، أعلنت عن ظهور إصابات بفايروس جديد في ليبيا.

كما أوضح لأنير أن الادعاء المتعلق بفايروس يُعرف باسم "Amid" هو قد يكون في الواقع مجرد فهم غير صحيح لخبر منتشر باللغة الإنجليزية، حيث أن كلمة "amid" في الإنجليزية تعني "وسط" أو "في خضم"، ولا يوجد أي فايروس يحمل هذا الاسم، كما ذكر أن الفيروسات المنتشرة سريرياً هي متحورات موسمية كـ الإنفلونزا أ H3N2 و فيروس HMPV، وقد تتسبب في أعراض شديدة ولكن خطر الانتشار ليس مثل كوفيد-19 ولن تؤدي إلى جائحة خطيرة. بكلمات أخرى هذا لا يعني أن الإنفلونزا الموسمية أو الفيروسات التنفسية غير خطيرة، بالعكس يجب التعامل معها بوعي طبي، واتباع نصائح الوقاية، ومراجعة المراكز الصحية عند ظهور الأعراض. لكن الترويج لها على أنها فيروس جديد باسم “Amid” أو أنها سبب وفيات غامضة هو تضليل ويخلق حالة غير مبررة من الهلع.

كما قمنا بالتحقق من الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم ولم نجد أي أخبار تثبت صحة الادعاءات المتداولة باسمها.

وعليه فإن الادعاءات حول وفيات فايروس "Amid" هي ادعاءات مضللة؛ فالاسم مزيف وغير معتمد علمياً، والوضع الصحي الرسمي مطمئن ولا يتجاوز حدود الإنفلونزا الموسمية الاعتيادية.