انتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي ادعاء مضلل يزعم عودة ظهور زهرة السلفيوم (Silphium) النادرة في مدينة المرج، رابطاً هذا الحدث بتأثيرات إعصار دانيال الذي "جدد التربة وأعاد حيويتها". 

الادعاء

قمنا برصد ادعاء لأول مرة من هذه الصفحة على موقع فيسبوك والذي نٌشر في 28 نوفمبر 2025 على تمام الساعة 02:00 مساءً بتوقيت ليبيا وكان نص الادعاء كالآتي: 

"عودة زهرة السلفيوم بعد انقراضها في الشرق الليبي." 

حصد الادعاء نحو 2.7 ألف تفاعل و188 تعليق حتى تاريخ كتابة هذا التحقق 15 ديسمبر 2025. 

كما انتشر الادعاء هنا وهنا.

قمنا بتقصي حقيقة هذه الادعاءات وأسفرت النتائج عن الآتي: 

التحقيق

قادنا البحث بالكلمات المفتاحية لموقع World History وهي موسوعة مختصة بالتاريخ والعلوم أنشأت منذ عام 2009 والذي أكد أن المؤرخون وعلماء النبات القدامى قد اجمعوا على أن نبات السلفيوم، الذي كان رمزاً لاقتصاد قورينا القديمة، انقرض بشكل كامل وموثق بحلول القرن الأول الميلادي ويُعد هذا الاختفاء أول انقراض نباتي مسجل في التاريخ.  ويشدد موقع World History على أن السلفيوم كان نباتاً بريّاً غير مُستزرع، وكان اختفاؤه نتيجة الاستغلال المفرط والرعي الجائر، وليس بسبب تدهور التربة الذي يمكن أن يعالجه الإعصار كما يروج الإعلان.  

ويؤكد Cambridge Greek Lexicon أن السلفيوم نبات كان ينمو في قورينا، ولكنه مرتبط بـ الحلتيت (نوع من Ferula)ومن الناحية العلمية الحديثة، فإن النبات الذي يُعتقد أنه الأقرب للسلفيوم (المُسمى Ferula drudeana) ليس متواجداً في ليبيا حالياً. فوفقاً للأبحاث العلمية المنشورة في مقال للمكتبة الوطنية الحكومية الأميركية للأمراض (NIH) تحت عنوان "Next Chapter in the Legend of Silphion"،والذي يتناول تاريخ النبات فإن هذا النوع النادر قد تم اكتشافه في ثلاثة مواقع محصورة للغاية في الأناضول بتركيا، وتنمو هذه التجمعات في مناطق محمية ومسورة. وتؤكد هذه الأبحاث أن إعادة اكتشاف النبات المرشح كانت عملية منهجية وموثقة بدأت في عام 1909، ويخضع حالياً لدراسات مورفولوجية وكيميائية وحفظ مكثفة وهذا التوثيق العلمي الدقيق بانقراض النبات تماما وصعوبة إعادة استنباته ينفي إمكانية ظهوره بشكل عشوائي في مدينة المرج. 

مقارنة المظهر العام لأنواع نبات الفيرولا المتوطنة في تركيا مع تلك الموجودة على العملات المعدنية القورينية (السلفيوم)

بالإضافة إلى ذلك، فإن الظهور المزعوم في المرج يعود على الأغلب إلى الخلط البصري مع نباتات محلية مشابهة تنتمي لنفس الفصيلة النباتية وبالتالي، فإن أي نبات ظهر حديثاً في المنطقة يحتاج إلى تحليل جيني وكيميائي دقيق لإثبات هويته، حيث أن التشابه الشكلي لا يُعد دليلاً علمياً يُعتد به على عودة نبات منقرض وهذا ما أكده الأستاذ الدكتور طارق عوض المقصبي، أستاذ البيئة النباتية بجامعة بنغازي، على حسابه الرسمي بفيسبوك  بأن الادعاء بظهور السلفيوم في المرج هو على الأغلب ناتج عن خلط بصري مع نباتات محلية مشابهة تنتمي للفصيلة الخيمية (كالدرياس والكلخ)، مشدداً على أن التشابه الشكلي ليس دليلاً علمياً يُعتد به على عودة نبات منقرض، خصوصاً وأن النوع الذي تُرَجحه الأبحاث الحديثة كأقرب مرشح للسلفيوم (Ferula drudeana) لم يُسجل وجوده في ليبيا في الوقت الحاضر. 

بناءً على ذلك، الادعاء بظهور السلفيوم في المرج هو ادعاء مضلل؛ فالحقيقة التاريخية تؤكد انقراضه، والظهور المزعوم في ليبيا هو على الأغلب ناتج عن خلط بصري مع نبات محلي آخر. 

النتيجة

بعد التحري والتحقق من الخبر المذكور أعلاه اتضح لفريق أنير للتحقق أن النتيجة هي:
تقييم أنیر
مضلل

مواضيع أخرى قد تهمك