نتائج امتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية، بين استغلال إعلان الاعتماد للتحايل على الناس وغياب الدور التوعوي للجهات المسؤولة والعديد من الانتهاكات الرقمية في المنظومة الالكترونية لعرض النتائج. ما هي الأخطاء؟ وكيف تم تداركها؟

تدارك أخطاء الماضي: نتائج الشهادتين الإعدادية والثانوية في ليبيا 

 

لا يكاد يخلو أي عام من الأخبار المضللة التي تتزامن مع الإعلان عن نتائج امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في ليبيا، لدرجة اتخاذ هذا الموعد كموسم أو كتقليد اجتماعي سنوي يُحتفل به في مجتمع ناشري الأخبار المضللة والمعلومات المزيفة والمحتالين الرقميين! 

 

في ليبيا، يستبق ناشري الأخبار المضللة والمحتالين وزارة التعليم في الإعلان عن نتائج الشهادتين الإعدادية والثانوية، وذلك عبر نشر العديد من الروابط التصيدية قبل الإعلان الرسمي للوزارة، تلعب هذه الإعلانات المزيفة على الوتر الحساس للطلبة وأولياء أمورهم وذلك باستغلال عواطفهم حول إعلان النتائج، النجاح والرسوب، التقدير والمعدل الدراسي، والتي تعتبر كلها أحداث مهمة على الصعيد الاجتماعي في ليبيا. 

 

 

وزارة التعليم تعتمد نتائج امتحانات الشهادة: 

 

في كل عام وبعد مراسم اعتماد نتيجة الشهادتين الإعدادية أو الثانوية من قبل وزارة التعليم والمركز الوطني للامتحانات التابع لها، تغرق وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من الأخبار المضللة التي تستبق حقيقة افتتاح الموقع الخاص بعرض النتائج والذي يتاح للعامة في العادة بعد بضعة ساعات من مراسم الاعتماد نتيجة للضغط الكبير من المستخدمين، يستغل العديد من المحتالين هذه الفرصة للترويج للعديد من الروابط التصيدية، يحاكي بعضها الموقع الخاص بالوزارة في شكل واجهة المستخدم، أما البعض الآخر فيمكن ملاحظة رداءة تصميمه منذ اللحظات الأولى. 

 

ولكن للأسف، ومثلما ذكرنا سابقاً يقع العديد من الطلبة وأولياء الأمور بمختلف طبقات وعيهم الاجتماعي ضحايا لمثل هذه المواقع التصيدية وذلك بسبب التوتر والضغط الاجتماعي للوقوع في الفخ وتسليم بياناتهم الشخصية السرية للغاية أو لتنزيل وتثبيت برمجيات خبيثة في أجهزتهم تستغل الأذونات الممنوحة مسبقاً من المستخدم للتطفل على بياناتهم وخصوصياتهم. 

 

رابط انتحالي - امتحانات الشهادتين الاعدادية والثانوية في ليبيا 

 

الهيئة الوطنية لأمن وسلامة المعلومات - امتحانات الشهادة الثانوية ليبيا 

 

مثال. تحذير الهيئة الوطنية لأمن وسلامة المعلومات من الصفحات المزيفة والروابط التصيدية التي تنتشر في فترة الإعلان عن النتائج 

 

 

منجم للذهب، موعد الإعلان عن النتائج: 

 

يجمع المحتالين العديد من البيانات التي يمكن أن يتم استخدامها في العديد من الأغراض الخبيثة وعلى سبيل المثال: (البيانات الشخصية: الاسم والمواليد والرقم الوطني - البيانات الرقمية: البريد الإلكتروني ورقم الهاتف) أو حتى دفعهم لتسجيل الدخول باستخدام معلومات حساباتهم في صفحات مزورة بغرض سرقة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. 

 

 

وزارة التعليم والثقافة المعلوماتية؟ 

 

نعم، يقع بعض اللوم على المستخدمين كونهم مسؤولين شخصياً عن تصرفاتهم في الفضاء الرقمي، ولكن يمكننا لوم وزارة التعليم لعدم أخذها خطوات جدية لحلحة هذه المشكلة التي عانى منها الليبيين على مدار السنين الماضية. تتفاقم هذه المشكلة مراراً وتكراراً بالذات في غياب دور الوزارة التوعوي بالخصوص، فلا وجود لحملات توعوية توضح للناس انتشار هذه المخاطر الرقمية. 

 

 

سوء تدبير رقمي: موقع عرض النتائج! (حتى العام الدراسي 2021 - 2022) 

 

نستنكر موقف الوزارة من عدم أخذ ممارسات جدية لمكافحة مثل هذه الاضطرابات، كون بعض الحلول بسيطة للغاية وأيضاً لتجاهلها دعوات المجتمع التقني لاعتماد وسائل بديلة أفضل ترتقي لمستوى التعامل مع البيانات الوطنية طيلة السنوات الماضية. 

 

 

فمن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها وزارة التعليم طيلة السنوات الماضية والتي يمكن التعبير عنها بأنها "سوء تدبير رقمي" فيما يخص موقع عرض النتائج! 

 

في السابق ومنذ اعتماد السبل الرقمية في الإعلان عن نتائج الشهادتين وحتى العام الدراسي المنقضي 21-22، استعملت وزارة التعليم الموقع (http://imtihanat.com/) لعرض نتائج الشهادتين الإعدادية والثانوية، ضمن منظومة رقمية من تنفيذ "شركة الشاطئ لنظم المعلومات". بمجرد الدخول الى هذا الموقع يتم تحويل المستخدم إلى صفحة عرض النتائج تحت الامتداد: (http://161.47.21.187/finalresults). 

 

 

 

  • عدم تسجيل اسم نطاق وطني للمنظومة: الموقع الإلكتروني تحت نطاق (imithanat.com) وهو اسم نطاق ذو امتداد تجاري (.com)، ولا يعتبر نطاق وطني حكومي (Gov.ly). 

  • عنوان استضافة مريب: ينقلك هذا النطاق (imtihanat.com) إلى عنوان استضافة (IP Address) غير مسجلة بإسم نطاق (161.47.21.187) حيث توجد واجهة الإستعلام عن النتيجة. 

  • عناوين خدمات الاستضافة: يستخدم الموقع خدمات استضافة من شركات غير ليبية ولا تتبع خدمات الاستضافة الخاصة بموقع الوزارة الليبي، خوادم هذا الموقع محددة في امريكا، في ولايتي مشييغين وايليونو. 

  • عدم استعمال بروتوكول التشفير: لا يستخدم الموقع بروتوكول التشفير (HTTPS) في نقل البيانات والذي يضمن تشفير البيانات عند النقل، وبدلاً من ذلك يستخدم البروتوكول (HTTP) الذي ينقل البيانات من دون تشفير. 

  • لا بيانات لمالك الموقع: تم اخفاء هوية مالك الموقع باستخدام اضافات معينة. 

 

كل النقاط المذكورة سابقاً توضح مدى ضعف القائمين على هذا العمل تقنياً، فمنطقياً يجب على الوزارة دمج هذا الموقع أو صفحة عرض النتائج تحت الدومين الحكومي والرسمي الخاص بموقعها الإلكتروني، أو في حالة استصعاب ذلك يمكن إنشاء موقع حكومي رسمي يستخدم الامتداد الليبي الخاص بالمواقع الحكومية ليظهر قوياً على الساحة الالكترونية معروف الملكية! 

 

بدلاً من الاعتماد على موقع غير معروف الملكية ويستضاف خارج ليبيا ويعتمد على امتداد تجاري الأمر الذي يتيح العديد من الاحتمالات لانتهاك خصوصية المواطنين والطلبة ويتيح الفرصة للمحتالين اشتراء اسم مماثل له مما يسهل عمليات التصيد والنصب باستغلال الهفوات التقنية لوزارة التعليم الليبية. هذا غير عدم الحفاظ أو الاهتمام بإدارة البيانات وملكيتها والنظر على أن مثل هذه البيانات القومية، يستجوب لمثل هذه البيانات أن تكون مدارة ومستضافة تحت مؤسسات تخضع للقوانين والسيادة الليبية! 

 

 

جوانب إيجابية: تدارك الخطيئة؟ (العام الدراسي 2022 - 2023) 

 

كما تقول المقولة: "أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبداً"، لاحظنا مع اعتماد نتيجة الشهادة الاعدادية للعام الدراسي 2022 - 2023، العديد من التغييرات الإيجابية في هذا السياق والتي يشاد بها وبجهود العاملين. 

 

 

  • تغييرات إيجابية: 

 

 

 

تنويه: لا تزال بعض الأخطاء التقنية قائمة، كاستخدام المركز الوطني للامتحانات اسم المستخدم @Exams3 على موقع فيسبوك ومسنجر، بدلاً من استعمال اسم المركز بالانجليزية: "NEC.GOV". مما سيتيح إمكانية التضليل في حالة حصول المحتالين الرقميين على اسم المستخدم الأصلي. 

 

 

 

 

التوصيات: 

 

يجب على المواطنين والمستخدمين في المقام الأول الانتباه للمحتوى الذي يعرض لهم على الانترنت واستخدام مهارات التفكير النقدي وتقديم العقل على المشاعر بالذات في مثل هذه الأمثلة الحساسة التي قد تؤدي بهم لتسليم بياناتهم ومعلوماتهم القيمة طواعية بسبب التسرع والاستعجال وعدم التحري. 

 

والأهم من ذلك على الصعيد القومي، نثني جهود وزارة التعليم وإدارة الامتحانات والهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية في تدارك أخطاء السنوات السابقة في مشروع منظومة النتائج الرقمية والعمل على تطويرها. والتي نأمل أن تكون خطوات جريئة تتدحرج ككرة من الثلج لتصحيح باقي الأخطاء والتجاوزات الرقمية في هذا المشروع. بشكل عام، يجب على وزارة التعليم تدارك الأخطاء السابقة والمتكررة على مدى السنوات الماضية وتصحيح مشاكلها التقنية لتوفير بيئة رقمية آمنة وصحية للمواطنين ولتقديم الخدمات الرقمية على أكمل وجه، كذلك محاربة كل مثل هذه الحملات التصيدية بالممارسات الرقمية الفعالة مثل: التوثيق والحملات التوعوية وغيره. 

 

 

 

ننوه في أنير دائماً على متابعة الصفحات الرسمية الخاصة بالحكومة على منصات التواصل الاجتماعي وبالأخص وزارة التعليم في هذا السياق. يمكن التأكد من موثوقية الصفحات عبر طريقتين: 

  • وجود علامة التوثيق الزرقاء بجانب اسم الصفحة. 

  • الدخول على الصفحة من الموقع الرسمي الخاص بالوزارة ومن ثم الضغط على أيقونة فيسبوك. 

 

 

 

كما ننوه جميع القراء والمتابعين عدم الضغط أو الدخول على اي رابط خارجي يتم الترويج له على مواقع التواصل الاجتماعي إلا في حالة العثور عليه في موقع الوزارة الإلكتروني الرسمي أو على صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. 

 

 

الخبر اليوم بفلوس بكره ببلاش: 

 

نتيجة الشهادة مجرد وقت، ولكن سلامتك الرقمية مسألة لا يُهمل بها. تذكّر أن النتائج لن تتغير بسبب الانتظار، لكن تجنب المخاطر الرقمية هو الأساس في رحلتك. 

مواضيع أخرى قد تهمك