تجارب سريرية وعروض من شركات أجنبية وطلب متزايد على تركيبة توقف تلف المفاصل والتي طورتها الطالبة الليبية عائشة المنصوري، فما حقيقة هذه التركيبة السحرية التي انتشرت مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل صادقتها الجمعية الليبية لامراض المفاصل و الروماتيزم حقاً؟
  • طالبة ليبية تطور تركيبة تقضي بسرعة على آلام المفاصل:


انتشر في 12 من شهر يناير 2023 خبر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يفيد بتطوير تركيبة ستنقذ الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من آلام المفاصل من قبل طالبة ليبية تدعى "عائشة المنصوري"، رصد فريقنا هذا الخبر ضمن عمله في تدقيق الحقائق وأثناء العمل عليه لاحظنا الكثير من الأمور المريبة التي تحوم فوق حقيقة هذا الخبر.



فما حقيقة هذا الخبر؟ ومن هي عائشة المنصوري؟ وما علاقة النصب والاحتيال بهذا الانجاز؟

هذا ما سنتعرف عليه في هذا التحقيق الاستقصائي!



  • منشور الفيسبوك


في 12 يناير قامت صفحة فيسبوك بنشر منشور يروج لتركيبة تنقذ ملايين الأشخاص من آلام المفاصل قامت باختراعها طالبة ليبية متميزة، لا تمتلك هذه الصفحة العديد من الاعجابات والمتابعين (118 إعجاب و136 متابع) -حتى تاريخ نشر هذا التحقيق-، ولا تعتبر صفحة نشطة من الأساس.



تحليل الصفحة والمنشور:

  • بالتحقق وتفقد معايير الشفافية يمكن معرفة أنها صفحة مستجدة أنشئت في 17 أكتوبر 2022.

  • حصد المنشور العديد من التفاعلات والمشاركات على غرار عدد متابعين الصفحة، حيث تم تمويله واستهداف الليبيين على وجه الخصوص للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة وذلك بهدف دعوتهم الى تفقد رابط الموقع المرفع مع المنشور.

  • الموقع الإلكتروني


قبل تفقدنا الرابط المرفق في المنشور، قمنا بالتحقق منه باستخدام أداتين:


  1. استخدمنا أداة URLVoid لمعرفة ما اذا كان الرابط يحتوي برامج خبيثة أم لا، وأظهرت النتائج خلوه من أي فيروسات.

  2. قمنا بعد ذلك باستخدام اداة EASYDMARC - Phising URL checker لمعرفة إمكانية وجود احتمالية لكون الموقع يحتمل أن يكون موقع نصب أم لا، وأظهرت النتائج أن الموقع مثير للريبة من ناحية الاحتيال الإلكتروني.



ولتفقد الموقع بشكل مفصل أكثر استعملنا أداة Scamadviser وقمنا بإجراء تحليل مفصل لبيانات الموقع، حصل الموقع على تقييم ضعيف بواقع 37 نقطة من أصل 100 وتم تصنيفه على انه موقع مشبوه، وأظهرت نتائج التحليل المفصل العديد من النقاط المثيرة والمريبة:

  • تاريخ تسجيل دومين الموقع كان في 12 - 1 - 2023، أي أن الموقع تم تسجيله في نفس اليوم الذي تم فيه نشر المقالة ومنشور الفيسبوك الذي تم تمويله.

  • تم اخفاء هوية مالك الموقع.

  • الخوادم التي تستضيف الموقع تستضيف مجموعة مواقع أخرى تم تقييمها على انها مواقع نصب واحتيال، هذا غير ان الشركة المزودة للخدمة مصنفة على أنها مشبوهة.

  • أمين السجل (Website registrar) معروف بكونه شائع الاستخدام بين المحتالين الرقميين.

  • التحليل اليدوي للموقع والمقالة المرفقة


قام فريق أنير باستعمال إحدى أدوات Virtual Sandbox للولوج للموقع الالكتروني المشبوه بطريقة آمنة والاطلاع عليه.


  • التحقق من سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع:


قمنا في البداية بالاطلاع على سياسات الخصوصية الخاصة بالموقع محاولة منا للوصول لبعض المعلومات الإضافية، وهذا بالفعل ما حدث، فبغض النظر عن العديد من البنود التي الغريبة والتي تنتهك الخصوصية والتي توقعنا أن نجدها في الموقع بناء على التحليل السابق الذي قمنا به، ففي خانة معلومات الاتصال Contact Information وجدنا أن معلومات الإتصال الخاصة بالموقع هي بدولة المغرب مرفقة مع بريد إلكتروني مقدم من Gmail.


  • المقالة:


بالاطلاع على المقالة المرفقة في منشور الفيسبوك الذي تم تمويله بشكل مفصل، نستطيع فهم أنها ببساطة مقالة تستعرض مجريات حدث وقع في المؤتمر العالمي للأمراض الروماتيزمية بسنة 2021، حيث زعمت المقالة أن طالبة ليبية تدعى "عائشة المنصوري" قامت بتطوير تركيبة تقضي على آلام المفاصل والعديد من الآلام المزمنة الأخرى.


عائشة المنصوري


تنتقل المقالة الى نمط لقاء صحفي بين الباحثة المزعومة ومراسل ويتم ذكر شخص يدعى "إبراهيم رحماني" يزعم انه من جمعية المفاصل الليبية، وتتناول مجموعة من الأسئلة والتي تِروج بشكل مباشر إلى منتج يسمى Cosakondrin، كما تذكر المقالة بعض التفاصيل الموجهة خصيصا لليبيا، مثل تعاون الطالبة مع جمعية المفاصل الليبية وبعض الإحصاءات حول معدل الإصابات والوفيات بدون وجود أي مصدر.


ابراهيم رحماني


كما ذكرت المقالة عدم توفر هذا المنتج المُعجزة في الصيدليات وأن الوسيلة الوحيدة للشراء هي عبر الموقع الالكتروني الخاص بالمنتج وتزامن ذلك مع استعمال العديد من الجمل والعبارات التحفيزية التي تثير اهتمام الفئة المستهدفة لاشتراء هذا المنتج.


ايضاً نستطيع ملاحظة دعوة واضحة لاتخاذ إجراء (CTA) وذلك عبر إغراء القارئ بتخفيض يصل إلى 50% من قيمة المنتج عبر عجلة "جرب حظك" والتي ستقف في كل مرة على خصم 50% وتدعوك فيها لإدخال اسمك ورقم هاتفك في غضون عشر دقائق قبل انتهاء مدة التخفيض، مع وجود العديد من العبارات والجمل الفضفاضة مثل: "المنتج الرسمي في سوق الصحة والجمال الذي يحتل رقم 1 في أكثر من 37 دولة بما في ذلك ليبيا"، والمثير للاهتمام أيضاً هو تواجد قسم خاص بالتعليقات لأشخاص يزعم بأنهم قاموا بشراء المنتج وتجربته في نهاية المقال.





قام فريق أنير بالبحث والاستقصاء البحث والاستقصاء عن حقيقة هذا الموضوع وأسفرت النتائج عن الآتي:


  • بداية ما هو مرض الروماتيزم؟


الروماتيزم، هو مصطلح شامل يشير إلى حدوث التهاب في المفاصل، وإلى العديد من الحالات الأخرى التي تؤثر على المفاصل والأوتار والعضلات والأربطة والعظام.


يعود أول تشخيص لمرض التهاب المفاصل الروماتويدي إلى عام 1800 حيث قام الطبيب الفرنسي أوغسطين جاكوب بملاحظة الأعراض و تدوينها إلا أنه لم يُصب في تصنيف نوع المرض.ثم في عام 1859 قام الإنجليزي ألفريد جارود بتصنيفه وفصله عن أمراض المفاصل الأخرى.



أعراض الروماتيزم، التعب والإرهاق من الأعراض الشائعة والأولى للإصابة بالروماتيزم، والذي يلازم المصاب في جميع مراحل الإصابة أيضًا. من أهم الأعراض التي تميز الإصابة بالروماتيزم هي ألم المفاصل وذلك نتيجة انتفاخها وزيادة مستوى السوائل في المنطقة، بدوره يسبب هذا الأمر تمدد المفاصل وتهيج الكبسولات التي تحيط بها، علمًا أن هذه الكبسولات تحتوي على نهايات عصبية، والتي تعمل على إرسال إشارات الألم إلى الدماغ.



  • حقيقة الطالبة عائشة المنصوري:


بإجراء البحث العكسي للصورة المرفقة للباحثة عائشة المنصوري، استطعنا الوصول لمصدر الصورة الأصلية وهو الموقع الالكتروني الخاص بجامعة الإمارات العربية المتحدة وتم نشرها لأول مرة في يناير 2020 ضمن استضافة عدد من طالبات المدارس الثانوية في تجربة "اليوم الدراسي لطالب الطب".


كذلك، قمنا بالبحث بإستخدام الكلمات المفتاحية "عائشة المنصوري" على محرك بحث جوجل، استطعنا الوصول للعديد من المقالات والمواقع التي قامت بنشر ذات المقالة حرفيا مع تغيير بعض الكلمات والجمل!


على سبيل المثال في هذه المقالة، دار نفس الحوار بين الطالبة والمراسل مع ذكر إبراهيم رحماني ولكن هذه المرة على انه يتبع جمعية المفاصل اللبنانية وتم ارفاق نفس الصورة ولكن تحولت عائشة المنصوري الى طالبة لبنانية وتتعاون مع جمعية المفاصل اللبنانية "بدلا من الليبية" لتنتج هذه التركيبة العجيبة لعلاج هذا المرض.


وفي سياق آخر، هذه المرة نستطيع ملاحظة غياب إبراهيم رحماني، تمت الاشارة للطالبة عائشة على أنها طالبة مصرية الجنسية، والمثير للاهتمام هو تغير اسم المنتج العجيب الى Light Move مع بقاء العروض المغرية للتخفيض والحث على شرائه من موقعهم الالكتروني.


وكمثال آخر ولكن برفقة "ويليام اندرسون" من منظمة خيرية معروفة هذه المرة، تم استخدام نفس الصورة التي تم إرفاقها لإبراهيم رحماني في السياقات السابقة، أما بالنسبة للطالبة عائشة تم استعمال صورة جديدة وذكر بأنها طالبة في الولايات المتحدة، تم تغيير اسم المنتج الى Heal-n-Soothe وارفاق نفس عجلة التخفيضات العجيبة والتعليقات المشجعة المريبة في نهاية المقالة مع تغيير اسم المنتج وبنفس الترتيب وأسماء الأشخاص والصور المرفقة لهم!

والمثير في هذا المثال الأخير هو أنه هذه الحملة مستحدثة حيث تم الذكر في هذا المقال أن حملة التخفيضات المزعومة على هذا المنتج العجيب بدأت في 15 - مارس 2023.


  • حقيقة إبراهيم رحماني:


بالنسبة للصورة المرفقة لإبراهيم رحماني، فهي في الواقع متواجدة على موقع Shutterstock ويتم شرائها واستعمالها في العديد من المواقع والسياقات التي تتماشى مع صورة "رجل عجوز يحتسي القهوة".


أما بالبحث باستخدام اسمه، فاستطعنا الوصول للعديد من المقالات المريبة التي ارتبطت بمواقع أخرى تقوم باستخدام نفس الأساليب التسويقية والتعليقات المريبة وتروج لمنتجات معينة في سياقات مختلفة، مثل:


  • هذا الموقع يروج بنفس الطريقة لمنتج يسمى Chondrolax في سياق مغربي.

  • هذا الموقع يروج بنفس الطريقة لمنتج يسمى علاج Activx في سياق مغربي كذلك.



  • هل لهذه المواقع علاقة ببعضها البعض؟


سؤال مهم جداً، قمنا بمقارنة نتائج البحث المفصل للموقع الذي رصدناه مع نتائج التحليل للمواقع الأخرى وتبين أنه من العينات التي درسناها في فقرة "حقيقة الطالبة عائشة المنصوري" وهي 3 مقالات أخرى وجدنا ارتباط وثيق بين موقعين منهم.


المقال الأساسي في السياق الليبي على موقع nou9ta.com والمقال الثالث المرتبط بالسياق المصري في موقع ghanaim.com، اشترك كلا الموقعان وبشكل مريب في استضافتهم من قبل نفس شركة الخوادم المانحة للخدمة وكذلك استخدام نفس أمين السجل (Website registrar) من قبل شركة NameCheap, Inc، هذا غير استعمالهم لنفس الخدمة المدفوعة التي تقوم بإخفاء معلومات مالك الموقع من قبل Privacy service provided by Withheld for Privacy ehf.



  • ماذا عن التعليقات المرتبطة بهذه المقالات؟


قد يكون وجود تعليقات من أناس اشتروا هذه المنتجات امر مشجع للوهلة الأولى إذ أنه يبين مدى مصداقية الموقع وفعالية المنتج المعروض، إلا أن هذه الميزة يمكن استغلالها بطرق غير اخلاقية لخلق شعور الطمأنينة والراحة واستدراج العامة للوقوع في فخ النصب والاحتيال.


فبالتحقق من مدى مصداقية هذه التعليقات، لاحظنا أن ذات التعليقات كانت متكررة في أكثر من موقع مثلما ذكرنا سابقاً، بنفس الترتيب والأسماء والصور والمضمون مع تغير السياق واسم المنتج الموصى به في كل مقال!


باستخدام البحث العكسي لصور الأشخاص المرفقة في التعليقات استطعنا الوصول للمزيد من المقالات التي اتبعت نفس النسق:



اما احدى النتائج فكانت مثيرة للاهتمام، حيث تحول اسم الطالبة الى "فاطمة السعيدي" وبدلا من إبراهيم رحماني نجد طبيب يسمى "عامر محمد"، بعد التحقق من كليهما استطعنا اكتشاف زيف هويتهم.


يتشارك هذا المقال أيضاً استخدام عجلة الحظ العجيبة والتعليقات المزعومة ولكن هذه المرة نستطيع ملاحظة أسماء وصور لأشخاص جدد، كذلك شهدنا نمطاً آخر من التعليقات وهي أسئلة مزعومة من قبل هذه الشخصيات وردود من قبل الطبيب عامر أحمد، والمثير أيضاً أن تاريخ نشر هذه التعليقات يتغير بشكل أوتوماتيكي على حسب التاريخ الخاص بك لتظهر لك كأنها تعليقات حديثة!





هذا التغيير الجديد يعطي القدرة والمجال للبحث والعثور على العديد من النتائج الأخرى، فعملية البحث باستخدام اسم الطالبة الجديد وصورتها الجديدة واسم الطبيب وصورته والشخصيات الجديدة في التعليقات وصورهم ستسمح لنا بالعثور على المزيد والمزيد من المقالات ونتائج البحث المختلفة!


حقيقة التعليقات:


بعد التحقق من صور الأشخاص في التعليقات قمنا بتحليل مضمون هذه التعليقات وعلى سبيل المثال نأخذ تعليق "الزهراء" على المقال الموجه لليبيين كمثال:





نص التعليق بدون تصرف: "مرحبًا، أنا راقصة باليه عجوز. في السنوات الأخيرة، كنت مريضًا جدًا، وكانت ركبتي وكعبي تؤلمني باستمرار. لقد سمعت العديد من التقييمات الجيدة حول هذا المنتج. وقررت شراء Cosakondrin. ممثلو العملاء ودودون للغاية وقالوا إنهم سيأتون في غضون يومين، أنا في انتظار."


العديد من الأسئلة يمكن طرحها بخصوص هذا التعليق عند التفكير بشكل منطقي ونقدي:


  • أولها: حقيقة كونها "راقصة باليه"، فهذا النوع من أنواع الرياضة غير شائع في ليبيا.

  • ثانيها: ما بال هذه اللغة العربية الركيكة؟ فالمتحدثة أنثى ولكنها تشير لنفسها بصيغة الذكر "كنت مريضاً جداً" وكأنما كانت ترجمة حرفية من لغة أخرى.


بجمع كلتا الملاحظتين مع بعض قمنا بوضع فرضية وهي أن هذا التعليق في الأساس كُتب في سياق آخر بلغة أخرى غير العربية وموجه لمجتمع آخر ومن ثم تمت ترجمة النص باستخدام خدمات الترجمة الحرفية بشكل يدوي او اوتوماتيكي.


قمنا بالبحث لإثبات صحة هذه الفرضية وبالفعل استطعنا الوصول إلى مقالة كاملة باللغة الفرنسية تروج لمنتج يسمى Voltapain وكان أبطال هذه المقالة هم الشخصيات الجديدة (فاطمة السعيدي والطبيب عامر أحمد) وكانت موجهة للجزائر.




  • ماذا عن مواقع التواصل الاجتماعي؟


قمنا بالبحث باستخدام أداة Crowd Tangle بمجموعة من الكلمات المفتاحية المتعلقة بالموضوع واستطعنا لمجموعة كبيرة من المنشورات الترويجية التي تحمل نفس السياق، ومنها:


عائشة المنصوري في هذا السياق طالبة جزائرية والهدف من المنشور الترويج لمنتج يسمى Clareene.


عائشة المنصوري في هذا السياق طالبة لبنانية وتم الترويج لخبر اختراعها علاج للروماتيزم.


عائشة المنصوري في هذا السياق طالبة لبنانية وتم الترويج لخبر اختراعها علاج للروماتيزم مع ارفاق رابط لموقع احتيال.


عائشة المنصوري في هذا السياق طالبة ليبية والهدف من المنشور الترويج لمنتج يسمى Cosakondrin.



  • هذه ليست أول مرة:


من وجهة نظر أخرى وخلال بحثنا استطعنا الوصول لمقالة تدقيق حقائق تم نشرها من قبل منصة مسبار في 22 - نوفمبر - 2021، وكان فحوى الخبر الذي تحققت منه مسبار هو انتشار خبر لطالبة جزائرية تحمل نفس الإسم اكتشفت طريقة مبتكرة لتخفيض الوزن، وخلال بحثهم استطاعوا الوصول للعديد من الادعاءات الأخرى والتي يعود احداها الى عام 2020، تضمنت كل تلك الادعاءات سياقات مختلفة من دول مختلفة مثل تونس والمغرب والترويج لمنتجات مختلفة مثل علاج التهاب المفاصل وتخفيض الوزن، وتم تصنيف الخبر على أنه مضلل.



  • الآن بغض النظر عن كل هذه المنتجات التي تم الترويج والتسويق لها بشكل مريب ما حقيقة المنتج الذي استهدف الليبيين؟


بالبحث باستخدام الكلمات المفتاحية Cosakondrin استطعنا الوصول للموقع الالكتروني الخاص بهم، والذي يبين أن هذا المنتج مقدم من قبل شركة تركية تسمى ORZAX وهو مجرد مكمل غذائي يحتوي على كبريتات غلوكوزومين (Glucosamine sulfate) وسلفات الكُوندرويتين (chondroitin sulfate) والكولاجين من النوع الثاني.



  • الفرضيات:


باستخدام كامل البيانات التي استطعنا الحصول عليها ضمن عمليات البحث والتدقيق التي اجريناها نستطيع وضع هذه الفرضيات التي يمكن أن تفسر حقيقة ما يحدث.


  • السبب وراء هذه المواقع والمقالات؟


  1. لسرقة معلومات البطاقات المصرفية للناس وبالتالي أموالهم.

  2. لتجميع البيانات الشخصية للزوار والزبائن المحتملين.

  3. لزيادة عدد الزوار والنقرات على مواقع شركات الأدوية والمكملات الغذائية.


  • من وراء هذه المقالات والمواقع وكيف استطاعوا إنشائها؟


  1. احتمالية كون هذه المواقع مملوكة لأفراد لا علاقة لهم ببعض واردة ولكنها ضعيفة.

  2. احتمالية كون هذه المواقع مملوكة لشبكة او شركة واحدة ويتم صناعة وتغيير فحوى هذه المقالات والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يدوي أو أوتوماتيكي من قبل برمجيات مخصصة لذلك واردة وبشكل متوسط.

  3. احتمالية كون شركات الأدوية حقيقية وتتعاقد مع شركات دعاية وإعلان خبيثة ومريبة وتستخدم طرق غير أخلاقية لاستهداف بلدان معينة والترويج لمنتجات هذه الشركات فيها واردة وبشكل قوي.


كل هذه الفرضيات تتقاطع مع بعضها البعض، فقد يكون السبب الأول هدف للاحتمالية الأولى وهكذا.




  • الاستنتاج:



بعد التحقق والتدقيق يمكننا إثبات أن كل هذه الأخبار مضللة وليس لها أساس من الصحة، ولا حقيقة وجود منتجات سحرية وفعالة لأمراض التهابات المفاصل.


فلا وجود لعائشة المنصوري ولا إبراهيم رحماني ولا غيره، كل هذه الشخصيات والتعليقات والمؤتمرات والتهليل والتصفيق المتواصل هو مجرد وحي من الخيال، كأنها قصة تستغل مشاعر الناس وتستهدف فئات معينة من المجتمع وذلك بلعب دور الضحية الطيبة التي تريد الخير للجميع وأن تبيع هذا المنتج المعجزة بدون ربح وبسعر بخس ليعم السلام والوئام العالم، أو لاستغلال النزعة والتحيز الفطري عند الإنسان لمجموعته التي ينحدر منها ليتفاعل ويشجع وينشر إنجازات هذه الباحثة الليبية التي جعلت من بلده فخراً بين الدول ليصل هذا الخبر المضلل المزيد من الضحايا المساكين.


تمت حياكة هذا "النسيج" واستعماله في أكثر من سياق منذ أكثر من سنتين وحتى اليوم للوصول إلى مآرب تم توضيحها مسبقاً لتجتمع كل تلك الفرضيات والأنماط المضللة في نقطة واحدة وهي تهديد لسلامة الفرد المادية والرقمية.


العشرات من المقالات والأخبار المضللة المماثلة المنتشرة عبر الانترنت والتي تبعد بضعة نقرات فقط من خلال بحثك باستخدام الطرق الصحيحة، والحل الوحيد عزيزي القارئ ببساطة أن لا تصدق كل ما تقرأه على الانترنت، بل عليك التحقق والتأكد من صحة الخبر واحرص دائماً على سلامتك الرقمية وعدم إدلاء أي معلومات شخصية لأي أحد على الانترنت أو الولوج لمواقع وروابط مشبوهة وغير معروفة، فكل هذا قد يعرض سلامتك الرقمية للخطر.



مواضيع أخرى قد تهمك