ماذا تعني " الملكية الفكرية"

الملكية الفكرية هي مجموعة الحقوق التي تكفل للأشخاص استخدام نتاج أفكارهم، والانتفاع به، وتحمي هذه الحقوق الإبداع البشري في كافة صوره، الفنية، والأدبية، والعلمية، والصناعية، والتجارية، وتكفل لأصحابه عدم استخدام أعمالهم بدون علمهم ورضاهم. 

يمكن أن يأتي التعدي على هذه الحقوق إما بنسخ الأعمال الأصلية لأصحابها أو تقليد هذه الأفكار للانتفاع منها، أو بنشر هذه الأعمال بدون ترخيص، فيما يعرف بالقرصنة للأعمال الفنية والعلامات التجارية. 

القانون يحمي الملكية الفكرية 

يعد هذا التعدي اختراقًا للقانون، الذي يحمي حقوق الملكية في مجالات عدة، ونظرًا لأن نتائج الأفكار الخلاقة، تكون على صور عديدة، فقد تكون عملًا إبداعيًا، أو اختراعًا علميًا، أو على شكل منتجات تجارية، أو حتى على شكل أصناف نباتية غير مسبوقة، فإن حقوق الملكية الفكرية تختلف باختلاف المجال، وتعطي لأصحابها صلاحيات قانونية تختص بمجالهم، وبناءً على هذا يمكن تصنيف حقوق الملكية الفكرية للتالي: 

• حقوق المؤلف Copyrights : وهي تحمي الملكية الفكرية في مجالات الأدب والفن، إذ يمتلك المبدع فقط حق إعطاء الإذن لعرض ونشر أعماله، ويحق له ولعائلته من بعده الانتفاع بالمردود المادي لعملية النشر. تشمل هذه الحقوق أيضًا الحقوق المجاورة، وهي حقوق مسجلي الصوت وأصحاب محطات التلفاز وغيرهم من الوسائط التي تكون داعمة لانتشار العمل الفني ووصوله. 

• الحقوق التجارية: وتشمل حقوق العلامة التجارية Trademark وهي تضمن عدم بيع أي منتجات تحت اسم العلامة التجارية، وعدم استخدام هويتها التجارية للتسويق بدون إذن مسبق، تشمل هذه الحقوق أيضًا الأسرار التجارية Trade Secrets أو مايسمى بأسرار المهنة، وهي الخطوات أو الأدوات والتصاميم التي تظل سرا لدى أصحاب هذه العلامة التجارية ولا يجوز إذاعتها أو نشرها. 

• براءات الاختراع Patent: وهي تحمي حق الملكية الفكرية للاختراعات كاختراع الأدوية والآلات والعمليات الصناعية، يمكن بيع براءة الاختراع لأشخاص أو منظمات أخرى أو ترخيصها للاستخدام المشروط.

تضم الحقوق الفكرية أيضًا حقوق حماية الأصناف النباتية، وهي تحمي الأشخاص الذين ابتكروا نوعًأ جديدًا من النباتات بتهجين نباتات مختلفة، وحقوق المنطقة الجغرافية وتحمي المنتجات الجغرافية المرتبطة بمنطقة جغرافية ما من التقليد. 

حق إنساني وليس ترف 

تنص المادة 27 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان  أن : " لكلِّ شخص حقٌّ في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتِّبة على أيِّ إنتاج علمي أو أدبي أو فنِّي من صنعه ." ولحماية هذا الحق، تأسست المنظمة العالمية للملكية الفكرية الويبو سنة 1967 وصارت جزءًا من منظمات الأمم المتحدة سنة 1974. 

تعمل الويبو على حماية حقوق الملكية الفكرية من خلال التشريع وتوفير المعلومات اللازمة والتنسيق الدولي مع الدول الأعضاء الذين يبلغ عددهم اليوم  193 دولة منهم ليبيا.

حقوق الملكية الفكرية للأفراد مهمة للمجتمع 

بالإضافة إلى كونها حق إنساني أصيل، فإن للملكية الفكرية أهمية كبرى للمجتمعات، حيث يستهلك الابتكار في الجوانب الفنية أوالتجارية أو الصناعية الكثير من الوقت والجهد، وقد تحبط إمكانية سرقة هذا المجهود بدون رادع، جهود المبدعين والباحثين، عائدة بالخسارة على المجتمع.

يشجع وجود قوانين الملكية الفكرية أفراد المجتمع على الإبداع والإبتكار، نتيجة ثقتهم بأن نتاج إبداعهم هذا سيعود عليهم هم فقط بالنفع والفائدة،  يجعل هذا  المجتمع بيئة مشجعة للأفكار الخلاقة ويدعم النمو الاقتصادي والثقافي، ويتيح المجال بدوره للمزيد من الابداع.