من اخترع تقنية التورنت؟
مخترع تقنية التورنت هو برام كوهلي (Bram Cohen)، الذي قام بتطوير هذه التقنية في عام 2001، وقد تم إصدار النسخة الأولى من برنامج التورنت في عام 2004. وقد نشأت فكرة تقنية التورنت بعدما واجه كوهلي صعوبة في تحميل ملفات كبيرة من خلال شبكات الإنترنت التقليدية، حيث كان يواجه مشاكل في السرعة والاستقرار في التحميل.
توزيع الملفات أو خادم مركزي؟
تقنية التورنت التي طورها كوهلي تعتمد على مبدأ توزيع الملفات عبر شبكة من المستخدمين بدلاً من خادم واحد مركزي، وهي تقنية تحميل بالتجزئة يستخدم فيها بروتوكول (BitTorrent) وذلك عبر تقنية الند للند "Peer-to-peer" والتي تعني تحميل الملفات من أجهزة المستخدمين عوضاً عن الخوادم المركزية، حيث يتم تقسيم الملف المراد تحميله إلى عدة أجزاء صغيرة تسمى بالقطع (Pieces) وتتم مشاركة هذه القطع بين مجموعة من المستخدمين الذين يحملون الملف، ويساعد هذا النظام الغير مركزي على تحسين سرعة التحميل والتوافر والاستجابة للمستخدمين، ويسمح للمستخدمين بتحميل الملفات بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
ما الفرق بين التحميل المباشر والتحميل عبر تورنت؟التحميل المباشر (Direct Download) هو عملية تحميل الملفات مباشرة من موقع الإنترنت الذي يتم تخزين الملفات فيه، ويتم تحميل الملفات بأسلوب تحميل عادي يستخدم بروتوكول نقل الملفات FTP أو HTTP. وفي هذه الحالة، يتم تحميل الملفات بشكل مباشر من الخادم الذي يوفر الملفات.
أما التحميل باستخدام تقنية التورنت فهو يستخدم بروتوكول BitTorrent الذي يعتمد على تقسيم الملفات إلى أجزاء صغيرة وتحميل هذه الأجزاء من مصادر مختلفة لتسريع عملية التحميل. ويمكن للمستخدمين تحميل الملفات ومشاركتها في نفس الوقت، حيث يتم توزيع الملفات عبر شبكة من المستخدمين المختلفين.
ومن بين الفروق الرئيسية بين التحميل المباشر والتحميل باستخدام تورنت: سرعة التحميل، تكلفة النقل، حجم الملفات. وبشكل عام، يعتمد اختيار واحدة من هاتين الطريقتين على حجم الملفات وسرعة الاتصال بالإنترنت والمتطلبات الخاصة بالمستخدم.
عندما يقوم مستخدم بتحميل ملف معين باستخدام تقنية التورنت، يتم تحميل القطع من عدة مصادر مختلفة في نفس الوقت ويسمى المستخدم في هذه الحالة بالمصطلح (Peers)، ويبدأ المستخدم بمشاركة القطع التي تم تحميلها مع المستخدمين الآخرين الذين يقومون بتحميل نفس الملف بالتزامن مع تحميله باقي القطع.
بشكل أبسط، طريقة التحميل التقليدية تعتمد على وجود خادم واحد مركزي باعتباره مصدر الملف المراد تحميله. ولكن باستخدام تقنية التورنت، يتم تحميل الملف بطريقة غير مركزية من عدة أجهزة على شبكة الانترنت وبمجرد تحميل بعض القطع من هذا الملف ينضم المستخدم الى قائمة الأجهزة التي تعتبر مصدراً لهذا الملف ويبدأ في عملية المساهمة كونه أصبح مصدراً لتحميله أيضاً.
مصطلحات فريدة:
لا يمكننا تناول موضوع التورنت بدون شرح معاني المصطلحات الخاصة بهذه التقنية، فعند استخدام التورنت سيواجه المستخدم العديد من المصطلحات التي قد تبدوا غريبة لأول مرة ومنها:
مصطلح (Peers) يطلق على المستخدمين الذين يقومون باستخدام تقنية التورنت لتحميل ملف معين. أثناء عملية التحميل وقبل الانتهاء من تحميل كامل الملف، يساهم المستخدم كونه "Peer" في رفع بعض أجزاء الملف لمستخدمين آخرين يقومون بتحميله أيضاً.
مصطلح (Seeders) يستخدم للإشارة إلى المستخدمين الذين قاموا بتحميل كامل الملف، ولكن لا يزالون يقومون بمشاركة قطع من الملف أو الملف بالكامل مع الأشخاص الذين يحاولون تحميله، وكلما كان عدد الـSeeders أكثر لملف معين، كلمها زادت سرعة تحميله.
بشكل عام، يبدأ المستخدم رحلته كـPeer وذلك بتحميل الملفات، وأثناء عملية التحميل يساهم المستخدم في رفع قطع صغيرة من الملف لمستخدمين آخرين، وبعد استكمال التحميل وإبقاء البرنامج فعالاً يتحول المستخدم الى Seeder ويبدأ في مساعدة المستخدمين الآخرين الذين يقومون بتحميل نفس الملف.
وهنا تتجلى لامركزية التورنت، حيث يمكن وصفها بأنها: "من الناس للناس". أو بمعنى آخر هي إمكانية تحميل الملفات من مصادر عديدة والمساهمة بالمساعدة في رفع هذه الملفات أثناء وبعد الانتهاء من عملية تحميلها.
لماذا يجب عليك استخدام التورنت؟
ومن الأسباب التي تجعل عملية التورنت أفضل من غيرها،توفيرها لعدة مميزات للمستخدمين في عملية تحميل الملفات، ومن أبرز هذه المميزات هي السرعة العالية في التحميل نظرًا لاستخدام مصادر متعددة، ومرونة في استئناف التحميل في حالة انقطاع الاتصال، وتقسيم الملفات إلى قطع لتحسين سرعة التحميل والموثوقية، وإمكانية مشاركة الملفات المحملة مع الآخرين، والاستفادة من مصادر متعددة لتسريع عملية التحميل وتوفير العرض التكراري. هذه الميزات تسهم في توفير تجربة تحميل فعالة من حيث الوقت والجهد وتعزز تبادل الملفات بسرعة وكفاءة على شبكة التورنت.
كيف تستخدم التورنت؟في البداية ستحتاج إلى تثبيت برنامج يستخدم تقنية التورنت ويناسب مع جهازك. بعد تثبيت الجهاز كل ما عليك هو أن تبحث على الملف المراد تحميله بصيغة التورنت من احدى محركات البحث العامة أو التي تستهدف ملفات التورنت فقط، وسيتعرف البرنامج تلقائيا على امتداد الملف ويباشر في عملية التحميل بعد فتحه.
تعتبر برامج التورنت مثل: Transmission وqBittorrent وDeluge من أفضل البرامج التي تستخدم هذه التقنية. وبشكل عام، يجب على المستخدمين اختيار البرنامج الذي يناسب احتياجاتهم الخاصة ويتوافق مع بيئة العمل الخاصة بهم.
سلاح ذو حدين!
ولكن التورنت سلاح ذو حدين، فرغم مزاياه المتعددة يستخدمه الكثير من الناس في أعمال غير مشروعة وتجرمها العديد من القوانين المحلية في بلاد كثيرة كاستخدامه في القرصنة وسرقة المواد الإلكترونية المحمية بحقوق النشر بتنوع أنواعها مما قد يؤدى إلى المساءلة القانونية على المستخدم لهذا النوع من المواقع. ولكن استخدام التورنت يصعب الأمر أيضاً على السلطات في تعقب ومعاقبة الجناة حيث إن عددهم يكون كبير جداً، ولذلك لجأت بعض الحكومات إلى تتبع ومحاولة إغلاق العديد من المواقع التي تساهم في شبكة التورنت (Trackers) أو المواقع التي توفر هذه الملفات الغير قانونية بصيغة التورنت.
هل استخدام التورنت لتحميل ملفات أو أنظمة تشغيل قانوني؟
استخدام تقنية التورنت بحد ذاته ليس بالأمر الغير قانوني، ولكن الأمر يعتمد على المحتوى الذي يتم تحميله وقوانين حقوق الملكية في بلد المستخدم. ففي بعض البلدان، يمكن أن يكون تحميل بعض المحتوى غير المرخص قانونيًا ويعرض المستخدمين للمساءلة القانونية، في حين أنه في بعض البلدان الأخرى، يمكن أن يكون التحميل قانونيًا إذا لم ينتهك حقوق الملكية الفكرية.
لذلك، يجب على المستخدمين فهم القوانين المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية والتأكد من استخدام تقنية التورنت بشكل مسؤول وفقًا للقوانين واللوائح السارية في بلدانهم.
الخلاصة:
وفي النهاية، تعد تقنية التورنت من أهم التقنيات في عصرنا الحالي، كونها تعتمد على اللامركزية في توزيع الملفات وتحميلها من مصادر مختلفة بدلاً من الاعتماد على خادم واحد أو موقع واحد للتحميل.
وبفضل هذا التوزيع اللامركزي، يمكن للمستخدمين تحميل الملفات بسرعة وكفاءة أكبر، كما أنه يسمح للمستخدمين بمشاركة الملفات التي يملكونها مع المستخدمين الآخرين والحصول على ملفات من مصادر أخرى.
ومن الأهمية البالغة أن يتمتع التورنت باللامركزية، حيث إنه يساعد على تجنب تركيز السلطة في يد شركات كبيرة أو خوادم ومواقع مركزية، ويعزز الحرية في تحميل ومشاركة الملفات بين المستخدمين.
كما يتوجب على المستخدم قبل تحميله أي ملف بتقنية التورنت أو باستخدام طرق التحميل العادي على حد سواء التأكد من موثوقية الموقع وعدم تحميله الملفات الا من مصادر موثوقة ورسمية وذلك لتجنب التعرض للمخاطر التي تهدد السلامة الرقمية.
مواضيع أخرى قد تهمك
-
2023/04/10شُحّ المياه في ليبيا، أزمة تلوح في الأفقشُحّ المياه في ليبيا، أزمة تلوح في الأفققد يخفى على الكثير من الليبيين مشكلة شُحّ المياه التي تعاني منها ليبيا وتداعياتها التي تحمل تهديدات خطيرة في المستقبل القريب، ينخفض مستوى الوعي عند المواطن البسيط عن هذه المشكلة بعدم إدراكه للخطر المقدمين عليه إذ استمر الأمر على ما هو عليه.
-
2023/12/09خطاب الكراهية ضد النساء في المساحات الرقمية: مكانهنّ على الإنترنت.في دراسة استقصائية أجراها المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للدول العربية في إبريل 2020، تضمنت النساء من ثمان بلدان عربية منها ليبيا، وبناء على آراء المشاركات وتجاربهن، استنتج القائمون على الدراسة أن: "الفضاء الرقمي لا يعتبر آمنا للنساء في العالم العربي، وأن ما يقرب من 49% من النساء المش
-
2023/04/26الملكية الفكريةالملكية الفكريةأنت تمتلك ساعتك، نظارتك والهاتف في يدك، كل هذه الجمادات هي أشياء محسوسة، يسمى أخذها منك قسرًا، سرقة، ويكفل لك القانون حقك في امتلاكها، وكذلك حقك في محاسبة كل من يحاول انتهاك ملكيتك لها. عندما يتعلق الأمر بالجمادات، فالملكية هي مفهوم بديهي وغير قابل للنقاش، لكن الأمر يختلف عندما ينتقل هذا ا